قالت حركة “حماس”، إن تفاخُر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتدمير عشرات المباني السكنية المرتفعة في مدينة غزة يُجسد “صورة من أبشع صور السادية والإجرام”، في ظل ما وصفته بـ”صمت وعجز الأمم المتحدة”.

نتنياهو يعلن تدمير 50 برجا

جاء ذلك في بيان للحركة عقب كلمة مصورة لنتنياهو، قال فيها: “وعدتكم قبل أيام قليلة بأننا سنهدم أبراج الإرهاب في غزة، وهذا ما نفعله بالضبط، في اليومين الماضيين سقط 50 برجا من هذا النوع، أسقطها سلاح الجو”.

ووصفت حماس تصريحات نتنياهو بأنها تفاخر علني بممارسة جريمة تهجير قسري مكتملة الأركان، بعد استهداف عشرات الأبراج وتشريد سكانها الأبرياء.

اتهامات بالتهجير القسري

أكد بيان الحركة أن خطاب نتنياهو، الذي قال فيه لسكان غزة “لقد حذرناكم فاخرجوا من هناك”، يمثل إقرارًا علنيًا بارتكاب جريمة تهجير قسري تحت وطأة القصف والمجازر والتجويع والتهديد بالقتل.

وأضافت أن ذلك يعد “تحديًا سافرًا وغير مسبوق للقوانين والمواثيق الدولية”، منتقدة ما وصفته بازدواجية المعايير في مواقف الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بفعل “التواطؤ الأمريكي”.

تصعيد إسرائيلي في استهداف الأبراج

وبحسب شهود عيان، دمر الطيران الإسرائيلي مساء الاثنين برج السلام في شارع عمر المختار وسط غزة بواسطة ثلاثة صواريخ، بعد وقت قصير من إنذار سكانه، رغم أن محيطه يحوي عشرات المخيمات التي تؤوي مئات النازحين.

وأشار الشهود إلى أن السكان تدافعوا لإخلاء المبنى تاركين أغراضهم، فيما قام بعضهم برمي ممتلكاتهم من النوافذ قبل القصف.

وفي اليوم ذاته، دمر الجيش الإسرائيلي برج الرؤيا غرب غزة، وهو مبنى متعدد الطوابق يسكنه مئات الفلسطينيين.

تهديدات إسرائيلية بمزيد من القصف

في كلمته المصورة، هدد نتنياهو بأن ما يجري “مجرد مقدمة للعملية الرئيسية البرية”، داعيًا سكان غزة إلى مغادرة القطاع.
كما توعد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بقصف المزيد من الأبراج السكنية وتدمير غزة وحركة “حماس”، ما لم يتم إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين وتسليم السلاح.

دعوة دولية للتحرك

أشادت حماس بالحراك الشعبي الدولي الرافض لما وصفته بالصمت الدولي، ودعت “كل دول وأحرار العالم إلى تصعيد الإجراءات ضد إسرائيل، وإجبارها على وقف جرائمها بحق الشعب الفلسطيني”.

أعداد الأسرى والخسائر الإنسانية

تشير تقديرات إسرائيلية إلى وجود 48 أسيرًا في غزة، بينهم 20 على قيد الحياة، بينما تحتجز تل أبيب أكثر من 11,100 أسير فلسطيني يعانون التعذيب والإهمال الطبي، وفق تقارير حقوقية.

وبحسب المعطيات الفلسطينية، خلّفت الحرب الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 64,522 قتيلا و163,096 جريحًا، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أودت بحياة 393 فلسطينيًا بينهم 140 طفلا.