إياد القرا: استهداف وفد “حماس” في الدوحة مقامرة خطيرة تهدد ملف الأسرى

قال الباحث السياسي الفلسطيني إياد القرا إن استهداف الاحتلال الإسرائيلي لوفد حركة حماس المفاوض في العاصمة القطرية الدوحة، الثلاثاء، يمثل “مقامرة خطيرة” قد تضع ملف الأسرى الفلسطينيين “تحت النار”، وتفتح الباب أمام تداعيات سياسية وأمنية واسعة على المستوى الإقليمي.
سيناريوهات الموقف القطري
أوضح القرا في تحليله أن الموقف القطري قد يتجه إلى عدة سيناريوهات، أولها التصعيد الدبلوماسي عبر استدعاء أو طرد ممثل الاحتلال وتجميد قنوات الاتصال، أو اللجوء إلى خيار أكثر حدة يتمثل في قطع العلاقات بشكل كامل.
كما لفت إلى احتمال مراجعة الدوحة لدورها كوسيط في ملف التفاوض، أو تحريك الملف دوليًا للتأكيد على أن ما جرى اعتداء على دولة ذات سيادة، وهو ما قد يحرج واشنطن باعتبار قطر أحد أبرز حلفائها.
تداعيات على ملف الأسرى
وحول انعكاسات الاستهداف على حركة حماس، أشار القرا إلى أن الخيارات قد تتجه نحو نقل ملف التفاوض إلى الجناح العسكري كتائب القسام، بما يعني أن الاستهداف مسّ مباشرة ملف الأسرى في غزة.
وأضاف أن الحركة قد تتجه إلى تعليق المفاوضات أو تجميدها حتى يدفع الاحتلال ثمنًا سياسيًا أو ميدانيًا، أو أن يُدار الملف ميدانيًا بشكل مباشر، بعد أن فقد الاحتلال الاهتمام به كورقة استراتيجية.
قراءة في البعد الاستراتيجي
أكد القرا أن هذه الخطوة تعكس عجزًا إسرائيليًا بعد فشل نتنياهو في غزة وعجزه عن الرد على عملية القدس الأخيرة، مشيرًا إلى أن الاستهداف يضعف ملف الأسرى من خلال تحييد بعده الإنساني وتحويله إلى قضية ثانوية تُدار ميدانيًا فقط، ما يفقد الاحتلال ورقة تفاوضية بالغة الأهمية.
استدعاء لتجارب الماضي
واستحضر القرا سيناريوهات سابقة مثل محاولة اغتيال خالد مشعل في عمّان عام 1996، والتي انتهت حينما أجبر العاهل الأردني الراحل حسين بن طلال إسرائيل على إطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين.
وأشار إلى أن الاحتلال يكرر النهج ذاته، مستشهدًا باغتيال إسماعيل هنية في طهران وصالح العاروري في بيروت، معتبرًا أن ما يجري يثبت أن إسرائيل “لا تلتزم بقواعد ولا تميز بين العواصم”.
رسالة للأنظمة العربية
وختم القرا تحليله بالقول إن الرسالة موجهة أيضًا إلى الأنظمة العربية والإقليمية، بأن التعامل مع الاحتلال “لا يمكن أن يستند إلى أي التزام أخلاقي أو سياسي في العلاقات الدولية”، فهو يتصرف وفق منطق “الغدر والمقامرة”، حتى مع الدول التي تستضيف وساطات حساسة.
إدانة قطرية رسمية
من جانبها، أدانت الدوحة بشدة الهجوم الذي استهدف مقرات سكنية لعدد من أعضاء المكتب السياسي لحماس، مؤكدة أن ما جرى يمثل عدوانًا إجراميًا وانتهاكًا صارخًا لسيادة دولة قطر.