فشل اغتيال وفد حماس في الدوحة يربك إسرائيل ويكشف تناقض خطابها

أكدت حركة حماس، مساء الثلاثاء، نجاة وفدها القيادي الذي كان يعقد اجتماعاً في العاصمة القطرية الدوحة لمناقشة مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف إطلاق النار في غزة، وذلك بعد الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مقر الاجتماع.
وأوضحت الحركة أن العدوان أسفر عن استشهاد 6 أشخاص ليسوا من قياداتها أو من الوفد المفاوض، بينهم نجل القيادي خليل الحية، ومدير مكتبه، و3 من المرافقين، إضافة إلى عنصر من قوة الأمن الداخلي القطري.
من جانبه أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن قرار الهجوم اتخذ بشكل مستقل من تل أبيب، مؤكداً أن العملية نُفذت بدقة، ومتوعداً بأن “يد إسرائيل الطولى” ستصل إلى جميع خصومها.
غير أن الخطاب الإسرائيلي تغيّر سريعاً بعد تبيّن فشل العملية في تحقيق هدفها، حيث بدأت وسائل الإعلام العبرية تنقل عن مصادر سياسية وأمنية قولها إن إسرائيل “ما زالت تنتظر النتائج”، في وقت امتنعت فيه بيانات رسمية عن ذكر أسماء مستهدفة أو حتى الإشارة إلى أن الضربة وقعت في الدوحة، في محاولة للتقليل من تبعات انتهاك السيادة القطرية.
وأفادت تقارير عبرية بأن رئيس الأركان إيال زامير ورؤساء الموساد والاستخبارات العسكرية أبدوا تحفظات على توقيت العملية، معتبرين أن المفاوضات ما زالت قائمة وأن المقترح الأميركي يستحق الاستمرار.
كما أشارت القناة 13 إلى أن بعض الجهات العسكرية نفذت العملية “على مضض”، خشية خسارة المسار التفاوضي.
في المقابل، وجّهت عائلات الأسرى الإسرائيليين انتقادات شديدة للحكومة، معتبرة أن استهداف الدوحة كان بمثابة “محاولة لاغتيال الأسرى” لا لاغتيال قيادة حماس، وأنه يهدد فرص إعادتهم عبر المفاوضات.
أما قطر، فوصفت الغارة بأنها عدوان “غادر” يمثل “إرهاب دولة”، مؤكدة أنها لن تتهاون في الدفاع عن سيادتها وستتعامل بحزم مع أي اختراق أمني.