إسرائيل تشن هجمات على صنعاء والجوف والحوثيون يتوعدون بالرد

قالت وسائل إعلام تابعة لجماعة الحوثي في اليمن، الأربعاء، إن إسرائيل شنت غارات جوية على العاصمة صنعاء ومحافظة الجوف شمال شرقي البلاد، ما أسفر عن مقتل 9 أشخاص وإصابة 118 آخرين، وفق حصيلة أولية لوزارة الصحة في حكومة الحوثيين (غير المعترف بها دوليًا).
وأفادت قناة “المسيرة” التابعة للجماعة بأن الهجمات أوقعت قتلى وجرحى، وتسببت في تضرر عدد من المنازل والمرافق المدنية، بينها البنك المركزي والمجمع الحكومي في الجوف، بالإضافة إلى استهداف مبنى صحيفتي “26 سبتمبر” و”اليمن” ومنازل سكنية وسط صنعاء.

الحوثيون: الدفاعات الجوية تصدت والرد قادم

المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع أعلن أن الدفاعات الجوية أطلقت عدة صواريخ أرض–جو أثناء التصدي للهجوم، وتمكنت من “إجبار بعض التشكيلات القتالية على المغادرة قبل تنفيذ عدوانها وإفشال الجزء الأكبر من الهجوم”، حسب تعبيره.
كما نقلت “المسيرة” عن رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين، مهدي المشاط، قوله إن “الرد آت لا محالة على العدوان الإسرائيلي”.

الرواية الإسرائيلية: أهداف عسكرية ومعسكرات حوثية

في المقابل، أكد الجيش الإسرائيلي أنه نفذ غارات جوية على “أهداف عسكرية” في صنعاء والجوف، بينها معسكرات تضم عناصر حوثيين، ومقر مديرية الإعلام العسكري، إضافة إلى موقع لتخزين الوقود يُستخدم “لأغراض عسكرية”.
وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس قال في بيان: “وعدنا بمزيد من الضربات، واليوم نُعدّ لضربة موجعة أخرى للتنظيم الحوثي”، مشيرًا إلى أن العملية تأتي ضمن ما أطلق عليه اسم “دق الأجراس”.
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فقال عبر منصة “إكس”: “قبل أيام قليلة قضينا على معظم أعضاء حكومة الحوثي الإرهابية. ردا على ذلك، قصف الحوثيون مطار رامون قبل يومين… ضربناهم اليوم مرة أخرى في قواعدهم ومنشآتهم الإرهابية، وسنواصل الضرب حتى النهاية”.

تفاصيل العملية الجوية

صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية ذكرت أن الهجوم الإسرائيلي على اليمن يعد أطول طلعة جوية لسلاح الجو منذ 7 أكتوبر 2023، بمسافة تجاوزت 2350 كيلومترا.
وأضافت أن أكثر من 10 طائرات مقاتلة شاركت في العملية، استخدمت خلالها أكثر من 30 ذخيرة ضد 15 هدفا، إلى جانب تنفيذ عدة عمليات للتزوّد بالوقود جوا.

سياق التصعيد بين الحوثيين وإسرائيل

• الحوثيون أعلنوا الثلاثاء تنفيذ عمليات عسكرية “ناجحة” استهدفت مناطق “إيلات، مطار رامون، والقدس المحتلة”.
• الجيش الإسرائيلي قال إنه اعترض صاروخًا أطلق من اليمن عقب إنذارات في القدس ومستوطنات قرب البحر الميت.
• في 28 أغسطس الماضي، قتلت غارة إسرائيلية رئيس حكومة الحوثيين (غير المعترف بها دوليًا) أحمد غالب الرهوي وعددًا من وزرائه في صنعاء.
• جماعة الحوثي تؤكد أن هجماتها على إسرائيل بالصواريخ والمسيّرات، وكذلك على السفن المرتبطة بها، تأتي “ردًا على الإبادة الجماعية في غزة”.

مأساة غزة مستمرة

يأتي هذا التصعيد في وقت تواصل فيه إسرائيل حربها على قطاع غزة بدعم أمريكي، والتي خلّفت 64,656 شهيدًا و163,503 جريحًا من الفلسطينيين، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أودت بحياة 404 فلسطينيين بينهم 141 طفلا.