أسطول الصمود العالمي ينطلق من تونس بمشاركة 47 جنسية نحو غزة

قال النائب التونسي محمد علي، إن 47 جنسية تشارك في أسطول الصمود العالمي المنطلق من ميناء سيدي بوسعيد في العاصمة تونس، باتجاه غزة، لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع. وأوضح علي، في مقابلة قبيل انطلاق الأسطول، أن مشاركته “مدعومة من البرلمان”، مشيرًا إلى وجود تحركات داخل مجلس النواب لدعم الأسطول وأهدافه.
أكبر تحرك بحري تضامني نحو غزة
الجزء الثالث من الأسطول انطلق اليوم من تونس، للالتحاق بالقوافل التي أبحرت سابقًا: 20 سفينة من ميناء برشلونة نهاية أغسطس/ آب، وأخرى من ميناء جنوة مطلع سبتمبر/ أيلول، ليشكلوا معًا أكبر تحرك بحري تضامني نحو غزة. ويتكون الأسطول من اتحاد أسطول الحرية، حركة غزة العالمية، قافلة الصمود، ومنظمة “صمود نوسانتارا” الماليزية، ويضم مئات الناشطين من مختلف الجنسيات.
النائب التونسي: قرار أخلاقي ورسالة تضامن
قال علي: “القرار بالنسبة لي مبدئي وأخلاقي، وأعتبره جزءا من العلاقة الخاصة التي تربطنا بفلسطين”، مضيفًا أن التونسيين تربوا في المدارس والجامعات على حب فلسطين والدفاع عن قضيتها. وأشار إلى أن “التونسيين يخوضون معركة فلسطين أكثر من خوضهم معاركهم الاجتماعية والاقتصادية”، مؤكدًا أن تونس “لم تتباه بحب فلسطين بل شاركتها في معارك وقدمت شهداء”.
تهديدات إسرائيل وذاكرة الأساطيل السابقة
وحول احتمالية استهداف إسرائيل للأسطول، قال النائب التونسي: “ليست المرة الأولى التي تقصف فيها إسرائيل سفنا داعمة لفلسطين، فقد سبق أن استهدفت أساطيل مماثلة وسقط فيها شهداء”. وأضاف أن إسرائيل مارست في السابق “القرصنة ضد سفن متجهة نحو غزة، واستولت عليها ورحلت الناشطين على متنها”.
تونس وجهة انطلاق ومركز للتضامن
عن اختيار سيدي بوسعيد كنقطة انطلاق، قال علي إن “المدينة ليست فقط وجهة سياحية بل لها أبناء يعتبرون الدفاع عن فلسطين جزءًا من هويتهم”. وأشار إلى أن “ممثلي 47 دولة، أي ما يعادل ثلث دول العالم، موجودون اليوم في سيدي بوسعيد”، معتبرًا ذلك “فخرًا لتونس وشعبها”، مضيفًا: “الشباب في كل العالم يرفع راية فلسطين في الشوارع ويواجه الحكومات الداعمة للإبادة”.
خلفية إنسانية: غزة تحت الحصار والمجاعة
تعد هذه المرة الأولى التي يبحر فيها هذا العدد الكبير من السفن مجتمعة نحو غزة، بينما اعترضت إسرائيل سابقًا سفنًا منفردة واستولت عليها. ومنذ 2 مارس/ آذار تغلق إسرائيل جميع المعابر المؤدية إلى غزة، مانعة دخول الغذاء والدواء والمساعدات، ما أدى إلى مجاعة خانقة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على الحدود. وتسمح إسرائيل أحيانًا بكميات محدودة جدًا لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات السكان، مع تعرض معظم الشاحنات للسطو من عصابات تقول حكومة غزة إن إسرائيل تحميها.
مأساة غزة بالأرقام
تأتي هذه المبادرة التضامنية في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية بدعم أمريكي، والتي خلّفت حتى الآن: 64,656 شهيدًا، و163,503 جريحًا معظمهم من الأطفال والنساء، ومجاعة قتلت 404 فلسطينيين بينهم 141 طفلا، إضافة إلى مئات آلاف النازحين في ظروف إنسانية قاسية.