بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظيره الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، تطورات الأوضاع في قطاع غزة، وذلك خلال زيارة رسمية إلى أبوظبي، قبل أن يتوجه الخميس إلى الدوحة للتضامن مع قطر بعد الهجوم الإسرائيلي الأخير.

مباحثات ثنائية في أبوظبي

قالت وزارة الخارجية المصرية في بيانها إن عبد العاطي عقد الأربعاء لقاء ثنائيًا مع نظيره الإماراتي في أبوظبي، حيث تناول الوزيران العلاقات الثنائية، وتصدرت تطورات الأراضي الفلسطينية المحتلة جدول المباحثات.

واتفق الجانبان على ضرورة وضع حد للوضع الإنساني الكارثي في غزة، الذي تسببت به الممارسات الإسرائيلية المستمرة.

إدانة للعدوان الإسرائيلي على غزة وقطر

أدان عبد العاطي العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة، مؤكدًا أن ما تشهده من قتل وتجويع ممنهج يمثل “انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، ويقوض فرص التهدئة والتسوية”.

كما أعرب الوزيران عن إدانتهما الشديدة للهجوم الإسرائيلي الذي استهدف العاصمة القطرية الدوحة الثلاثاء، مؤكدين تضامنهما الكامل مع دولة قطر قيادةً وحكومةً وشعبًا.

وصف الوزيران الهجوم بأنه تصعيد بالغ الخطورة لا يمكن القبول به تحت أي مبرر، وأنه يشكل مساسًا مباشرًا بأمن دولة شقيقة يعد جزءًا من الأمن القومي العربي. وشددا على رفض أي اعتداء على سيادة الدول العربية.

الأوضاع في السودان

شملت المباحثات أيضًا تطورات الأزمة السودانية، حيث أكد عبد العاطي أهمية وقف إطلاق النار وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع أبناء الشعب السوداني.

ومنذ أبريل/ نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” حربًا أودت بحياة أكثر من 20 ألف شخص وتسببت في نزوح ولجوء نحو 15 مليونًا، بحسب تقديرات أممية. فيما أشارت دراسة أعدتها جامعات أمريكية إلى أن عدد القتلى قد يبلغ نحو 130 ألفًا.

زيارة عبد العاطي إلى الدوحة

وفي بيان ثانٍ، أوضحت الخارجية المصرية أن عبد العاطي غادر أبوظبي متوجهًا إلى الدوحة لإجراء مباحثات مع كبار المسؤولين القطريين، بهدف الإعراب عن تضامن مصر الكامل مع قطر، وبحث سبل التعامل مع التصعيد الإسرائيلي الخطير وتنسيق المواقف العربية.

وشهدت الدوحة الأربعاء زيارات تضامن من قادة عرب، بينهم رئيس الإمارات محمد بن زايد آل نهيان، وولي عهد الكويت الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، والأمير الأردني الحسين بن عبد الله الثاني.

تفاصيل الهجوم الإسرائيلي على الدوحة

الثلاثاء، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه شن هجومًا جويًا على قيادة حركة “حماس” في الدوحة، دون كشف تفاصيل عن نتائجه.

وأكدت قطر أن الهجوم أسفر عن مقتل عنصر من قوى الأمن الداخلي، وأدانت العدوان مؤكدة احتفاظها بحق الرد.

من جانبها، أعلنت حركة “حماس” نجاة وفدها المفاوض بقيادة خليل الحية، فيما قتل مدير مكتبه جهاد لبد، ونجله همام، إضافة إلى ثلاثة من مرافقيه: عبد الله عبد الواحد، مؤمن حسونة، وأحمد المملوك.

إدانات عربية ودولية

أثار الهجوم الإسرائيلي على سيادة قطر موجة إدانات عربية ودولية، مع مطالبات بضرورة ردع تل أبيب ووقف اعتداءاتها المتكررة التي تنتهك القانون الدولي.

ويأتي العدوان على قطر رغم دورها الوسيط، إلى جانب مصر وبمشاركة أمريكية، في المفاوضات غير المباشرة بين “حماس” وإسرائيل، للتوصل إلى اتفاق حول تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.

تصعيد إسرائيلي إقليمي

بهذا الهجوم، وسّعت إسرائيل دائرة عملياتها في المنطقة، إذ سبق أن شنت في يونيو/ حزيران الماضي عدوانًا على إيران، وتواصل منذ نحو عامين شن إبادة جماعية في غزة، واعتداءات في الضفة الغربية، إلى جانب غارات جوية على لبنان وسوريا واليمن.