شباك نورمقالات وآراء

د. أيمن نور يكتب: شخصيات في حياتي 4 (أنا) أحسب أن أصعب كتابة عن شخصية في حياتي هي أنا!

فعندما بدأت كتابة سلسلة عاشوا في حياتي، وصلني سؤال متكرر من شباب لم يعيشوا تجربتي في مصر، وربما سمعوا عني، لكنهم أرادوا أن يسمعوا مني مباشرة: من أنت؟
قررت أن أجيبهم هنا، فوسط ركام الزيف، والتشويه، وأكاذيب السوشيال، التي تطلقها – أحيانًا – ألسنة صديقة، وغالبًا نيران غير صديقة، أو لجان، وذباب إلكتروني، من حق هذا الجيل أن يعرفوا الحقيقة كما أراها، ولا أدعي أني أحتكرها.

أنا أيمن عبد العزيز نور؛
ولدت فجر الخامس من ديسمبر 1964 بمستشفى “المترنيتيه” بباب شرقي الإسكندرية.
أبي الحبيب الراحل هو عبد العزيز نور، المحامي والسياسي والنائب البرلماني لدورات متعددة من الخمسينيات وحتى السبعينيات من القرن الماضي.
أمي هي معتصمه محمد محمود حسنين، أستاذة الأدب الفرنسي ورائدة العمل الاجتماعي والخيري بمحافظة الدقهلية. وأنا وحيد والدي.

عشت سنواتي الأولى بين الإسكندرية والمنصورة التي تخرجت من جامعتها، ومارست فيها العمل الطلابي منذ سنوات التعليم الإعدادي والثانوي، حيث انتخبت رئيسًا لاتحاد طلاب الجمهورية للمدارس الثانوية، وواصلت نشاطي الطلابي والصحفي في الجامعة ثم التحقت في الثمانينات بالعمل الصحفي، ثم شاركت في تأسيس صحيفة الوفد، حتى أصبحت نائبًا لرئيس تحريرها.

بإيجاز:
أنا إنسان حاول أن يكتب سطور حياته بالصدق والجرأة، لا يرهبه الاعتقال الذي تعرض له عددًا من المرات منذ 1981 وحتى 2009، وكاتب منذ أكثر من 45 عامًا، يعشق الكلمة ويؤمن بأنها أداة للتغيير قبل أن تكون وصفًا للواقع.
واجهت الرئيس الأسبق حسني مبارك في أول انتخابات رئاسية تعددية، ثم صرت بعد أيام قليلة منها معتقلًا لخمس سنوات، الزنازين لم تقتل حلمي، بل صقلته وأعطته عمقًا أكبر.

بين خطوات حياتي، عشت في البرلمان 15 عامًا، هي أزهى فترات حياتي، وكنت سكرتير عام الوفد بالقاهرة، ثم بعد وفاة فؤاد سراج الدين باشا، أسست حزب الغد، وأصبحت زعيمًا للمعارضة بالبرلمان، وقدمت مئات الاستجوابات كتبتها بحروف من الصدق والحرص على مصر أولًا.
ونلت مرات عدة لقب أفضل برلماني مصري، ثم اعتقلت من داخل جدران البرلمان في واقعة مشهودة تاريخيًا هزت الأوساط السياسية الدولية والبرلمانية، خاصة أن هذا الاعتقال الذي استمر فقط ثلاثة أشهر كان عقب إعلان ترشحي لانتخابات الرئاسة الأولى في تاريخ مصر.

كنت ثورة قبل الثورة، ودعوت لها وشاركت فيها من لحظتها الأولى.
كنت صوتًا للشجاعة في زمن الاستكانة، وصوتًا للعقل في زمن البطولات المجانية. البعض كان يتهمني بالتهور، وذات البعض يتهمني بالوسطية وبالحكمة المفرطة. وبين هذا الاتهام وذاك أضحك ولا أرد، فأنا بالفعل “الاثنين معًا”، أنا التهور بعينه وقت أن تغلق أبواب التعقل، والحكمة بعينها عندما يعز العقل والعدل والمنطق.

غادرت مصر عام 2013، إلى لبنان حيث عشت فيها قرابة عامين وغادرتها إلى تركيا إثر تحذيرات أمنية مشددة من السلطات اللبنانية.
ومنذ 2015، أنا مالك قناة الشرق، أول قناة معارضة مصرية، ورئيس حزب غد الثورة، والرئيس المنتخب لاتحاد القوى الوطنية المصرية، وما زلت وسأظل مؤمنًا بقيم ثورة يناير وأن الحرية والكرامة هما البوصلة، وأن الليبرالية ليست مجرد شعار، بل فعل يليق بالإنسانية.

كنت لسنوات محامٍ وقانوني يعرف أن العدالة قصيدة تُكتب بالدموع والأمل، وأن السياسة بلا أخلاق جسر مكسور، وأن الكلمة الواعية أعمق من كل منصات الصوت الصاخبة. أرفض كافة أشكال التمييز والعنف والتطرف.

كل تجربة، كل جرح، كل فرح، صاغتني:
لتشكل ملامح إنسان يسعى للحرية، يؤمن بالتسامح والقيم، ويرى في الكلمة أملًا لا يذبل، وفي المعرفة سلاحًا للحق. أؤمن بقيمة وقامة مصر الحضارية، مصر الفرعونية والقبطية والإسلامية، مصر الدولة المدنية، الشعب الطيب المحب للتعايش والرحمة والسلام.

هواياتي بسيطة، أحب الفن والجمال، وأستمع بعد القرآن، لأم كلثوم وعلي الحجار. وأحب الأشياء القديمة وأحن دومًا إليها. كما أحن للوفاء والاعتراف بحب، لكل من مد لي يومًا يده. ولا أكره في حياتي إلا الكراهية.

هذا أنا، كما أعرف نفسي، أكتب لأني أؤمن أن الكلمة الحقيقية تصل حتى في أصعب الظروف، وأن من يسأل عن الذات يستحق أن يسمعها صافية، شفافة، صادقة.

لكل من يسأل: من أنا؟…


هذه ملامح بصمتي، هذه حكايتي، هذه دعوتي لكم لتؤمنوا بالحرية، بالكرامة، بالحب، بالتسامح، وبأن الإنسان يستطيع أن يصنع الفرق مهما كانت التحديات.

https://www.facebook.com/story.php?story_fbid=10230200731789813&id=1460018059&rdid=9oaPIOOgnzVxfPcT#

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى