مدريد تحيي ذكرى 18 ألف طفل فلسطيني قُتلوا في غزة بقراءة أسمائهم

في مشهد إنساني مؤثر، تحولت شوارع العاصمة الإسبانية مدريد، مساء الأحد، إلى فضاء للذاكرة الفلسطينية، حيث قرأ فنانون ومثقفون إسبان أسماء 18 ألفًا و500 طفل فلسطيني قُتلوا في قطاع غزة خلال العدوان الإسرائيلي المستمر منذ عامين.
12 ساعة لتلاوة الأسماء
الفعالية، التي استغرقت نحو 12 ساعة متواصلة، حملت رسالة تضامن قوية مع ضحايا العدوان، إذ تناوب المشاركون على تلاوة الأسماء واحدًا تلو الآخر، فيما كان الحضور يردّد بصوت جماعي كلمة “قُتل” بعد كل اسم، في استحضار يجعل من الأرقام وجوهًا وذكريات حيّة.
وهذه المبادرة هي الثانية من نوعها في مدريد، بعد أن شهدت العاصمة الإسبانية العام الماضي فعالية مماثلة لإحياء ذكرى الأطفال الذين قضوا تحت القصف والحصار.
الذاكرة في مواجهة التطبيع مع المأساة
وقال منظمو الحدث إن الهدف هو إعادة الاعتبار للضحايا كأفراد لهم أسماء وحياة وأحلام قُطعت، وليسوا مجرد أرقام في نشرات الأخبار. وحذروا من أن العالم يواجه خطر “التطبيع مع المجازر” إذا لم تُترجم المآسي الإنسانية إلى ذاكرة حية تُقاوم بالفن والإبداع.
رسالة إنسانية وسياسية
ورأى مشاركون أن الفعالية تحمل بعدًا إنسانيًا ورسالة سياسية واضحة، مفادها أن “صوت الضحايا يجب أن يُسمع في قلب أوروبا”، وأن الصمت أمام قتل الأطفال جريمة أخلاقية لا تقل فداحة عن الجريمة ذاتها.
مأساة بلا حدود
يأتي النشاط بينما يواصل الاحتلال الإسرائيلي حربه الدموية على قطاع غزة، التي خلّفت حتى الآن مئات آلاف الشهداء والجرحى. وأكد المشاركون أن صور المأساة الفلسطينية تتجاوز حدود الجغرافيا، وأن أصوات الأطفال الذين رحلوا ستبقى شاهدًا على وحشية الحرب مهما طال الزمن.
وتواصل قوات الاحتلال، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بدعم مباشر من الولايات المتحدة ودول غربية، حربًا مدمرة على غزة أسفرت حتى اليوم عن استشهاد وإصابة نحو 230 ألف فلسطيني، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع.