الجيش الإسرائيلي يدخل ناقلات جنود مفخخة إلى غزة ويكثّف القصف تمهيدًا لعملية برية واسعة

أفادت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، الثلاثاء، بإدخال قوات الاحتلال ناقلات جنود مدرعة مفخخة إلى محيط مدينة غزة، في خطوة وصفتها بتجهيزات تهدف إلى تدمير مبانٍ وبنية تحتية تمهيدًا لبدء عمليات برية أوسع في المدينة.
وقالت الهيئة إن الناقلات المدرعة من طراز M113 قديمة ومعطلة جرى ملؤها بأطنان من المتفجرات، ويمكن دفعها إلى داخل الأحياء بواسطة أنظمة تحكم عن بُعد، موضحة أن انفجارات قوية سُمعت خلال الليل والصباح في بلدات بالجنوب والوسط.
وأضافت أن التنفيذ سيكون “على مراحل” بمرافقة نيران كثيفة للقوات الإسرائيلية، في إطار ما أُطلق عليه اسم عملية “عربات جدعون 2”.
من جانبها، أفادت مصادر طبية في قطاع غزة بارتفاع حصيلة القتلى جراء الغارات والاشتباكات التي شهدتها المدينة فجرًا إلى 35 قتيلاً في ليلة دامية، إلى جانب إصابات وفقدان أُخرى وسط قصف جوي ومدفعي مكثف، وتم توثيق تفجيرات ناجمة عن ما وُصفت بأنها “روبوتات مفخخة” استهدفت منازل وعمارات سكنية شمال غربي المدينة.
وتقول تقارير عبرية إن قيادة الجيش تعتبر أن نزوحًا واسعًا للمواطنين قد حصل بالفعل، وإن نحو 320 ألفًا من سكان مدينة غزة غادروا إلى مناطق “إنسانية” في الجنوب، فيما تُشير تقديرات أخرى إلى أن إسرائيل تسعى إلى دفع ما يقرب من مليون فلسطيني إلى النزوح القسري جنوبًا قبل أي توغل بري كامل.
ومع ذلك، تؤكد تقارير أن عشرات الآلاف لا يزالون داخل المدينة، ما يشكل عقبة أمام أي عملية برية واسعة.
وعلّق وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في تدوينة على منصة “إكس”، بالقول: “غزة تحترق، جيش الدفاع يضرب بقبضة حديدية البنية التحتية للإرهاب… لن نلين حتى إتمام المهمة”، في تعبير عن استمرار التصعيد العسكري.
وتثير التكتيكات التي استخدمت فيها ناقلات جنود مفخخة، إلى جانب الهجوم الجوي المكثف وتدمير أبراج سكنية، مخاوف إنسانية وقانونية واسعة، إذ تحذّر من موجات نزوح كبيرة ومخاطر على المدنيين المحاصرين داخل المدينة، خصوصًا الأطفال والنساء وكبار السن.
وتتزامن هذه التطورات مع انتقادات ونداءات دولية متكررة تطالب بحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية، بينما يستمر القتال بين القوات الإسرائيلية وفصائل المقاومة داخل وخارج المدينة منذ بدء العمليات العسكرية الموسعة.