آدم مهدي لـ”أخبار الغد”: مأساة غرق المهاجرين السودانيين قبالة ليبيا ناقوس خطر جديد
في تصريح خاص لـ”أخبار الغد”، أكد الدكتور آدم مهدي، الخبير في الشؤون السودانية، أن حادث غرق القارب قبالة سواحل طبرق شرقي ليبيا، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 50 مهاجراً سودانياً بينهم نساء وأطفال، يمثل فاجعة إنسانية جديدة تضاف إلى سلسلة المآسي التي يواجهها الشعب السوداني منذ اندلاع الصراع في البلاد.
وقال مهدي إن الحادث الذي وقع الأحد يعكس “حجم الكارثة الإنسانية التي تدفع بالسودانيين إلى المخاطرة بأرواحهم عبر رحلات الهجرة غير الشرعية في البحر الأبيض المتوسط”، مشدداً على أن استمرار النزاع المسلح وانعدام الأمن وغياب الاستقرار الاقتصادي هي أبرز الأسباب التي تدفعهم للهروب بحثاً عن ملاذ آمن.
وأضاف أن ليبيا، التي تحولت منذ عام 2011 إلى نقطة عبور رئيسية للمهاجرين، لم تعد مكاناً آمناً لهم في ظل الفوضى والانفلات الأمني المستمر، ما يجعلهم أكثر عرضة للاستغلال والمخاطر.
وأشار مهدي إلى بيانات المنظمة الدولية للهجرة، التي تؤكد وجود أكثر من 867 ألف مهاجر من 44 جنسية يقيمون في ليبيا حتى فبراير 2025، معتبراً أن هذه الأرقام “تدق ناقوس الخطر وتفرض على المجتمع الدولي تكثيف الجهود لمعالجة جذور الأزمة السودانية، وتأمين ممرات آمنة للاجئين، وتعزيز عمليات الإنقاذ البحري”.
وختم الخبير السوداني تصريحه بالقول: “المأساة الأخيرة يجب أن تكون جرس إنذار للمجتمع الدولي لوضع حلول حقيقية توقف نزيف الهجرة غير النظامية، وتدعم مبادرات السلام والتنمية داخل السودان لتمكين المواطنين من العيش في وطنهم بكرامة وأمان”.


