مقالات وآراء

د. أيمن نور يكتب: أمّ تستحق نوبل للضمير

هناك أمهات يكتبن على وجوه أبنائهن قصائد الحب والحنان، وهناك أمهات يكتبن على جدران السجون صفحات الصبر والتحدي.

من بين هؤلاء، تضيء سيرة ليلى سويف كشمعة لا تنطفئ، وأستاذة للرياضيات لم تكتفِ بحلّ المعادلات على السبورة، بل واجهت أعقد معادلة في حياتها: كيف تجمع بين الأمومة والشجاعة، وبين الألم والأمل، وبين كرامة الوطن ودموع القلب.

عائلة سويف و سيف لم تكن يومًا بيتًا عاديًا، بل كانت وطنًا صغيرًا يفيض بالفكر والأدب والنضال.

من هذا البيت خرجت الأصوات الحرة، ومن قلبه خرجت قصص البطولة التي ستظل مصر مدينة لها مهما تغيّرت الأزمنة.

أما علاء، فاتمني ان يبدأ صفحة جديدة ويعوض ما فاته ظلما من عمره وأن يبدأ فجرًا جديدًا يليق بما دفعه من عمر، وما تحمّلته أسرته من ألم ، ليصير بوصلة أمل لأجيال جديدة.

تبقى الحقيقة أن التاريخ لا يكتبه الحكام وحدهم، ولا تصنعه السجون والبنادق فقط، بل تكتبه دموع الأمهات وصبرهن.

ومن هنا، فإن سيرة ليلى سويف ليست مجرد حكاية عائلة، بل ملحمة إنسانية تؤكد أن الأم هي جائزة نوبل الحقيقية للحياة؛

الأم التي تحوّل عذابها إلى أمل، وصبرها إلى درس خالد، وحبها إلى وطن يتسع لكل الأحلام.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى