تصعيد خطير في الفاشر.. قصف بالدبابات والطائرات المسيّرة وأوضاع إنسانية كارثية

شنت قوات الدعم السريع، اليوم الثلاثاء، هجومًا واسعًا بالمدفعية الثقيلة على أحياء متفرقة بمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وسط اشتباكات متقطعة مع الجيش السوداني، وفق ما أفادت به مصادر عسكرية.
وقالت مصادر طبية للجزيرة إن الأوضاع الصحية والإنسانية تدهورت بشكل كبير نتيجة القصف المستمر، الذي استهدف مستشفيات وأسواقًا وتسبب في توقف محطات المياه والكهرباء، مما فاقم معاناة المدنيين.
وأشارت المصادر إلى أن بعض السكان اضطروا لتناول أعلاف الحيوانات في ظل انعدام الغذاء والأدوية، خصوصًا علاجات الأمراض المزمنة.
وكان الجيش السوداني قد صدّ، أمس الاثنين، هجومًا واسعًا للدعم السريع على دفاعاته في الفاشر، قبل أن تتجدد المعارك فجر اليوم، حيث قصفت قوات الدعم السريع أحياءً بينها حي الدرجة الأولى غربي المدينة باستخدام المدفعية الثقيلة والطائرات المسيّرة، فيما اندلعت اشتباكات في الجبهات الشمالية والجنوبية والشرقية.
أزمة مياه وغذاء
تعاني المدينة من نقص حاد في مياه الشرب بعد تعطل معظم الآبار بسبب غياب الصيانة وتضرر أنظمة الطاقة الشمسية نتيجة التدمير والسرقة، ما ينذر بعطش كامل داخل الفاشر.
كما يواجه السكان أزمة غذائية غير مسبوقة، حيث تصل تكلفة الوجبة الواحدة إلى نحو 35 دولارًا، وهو مبلغ يتعذر على معظم الأهالي تحمله.
حصار طويل الأمد
وتخضع الفاشر لحصار تفرضه قوات الدعم السريع منذ أكثر من 500 يوم، شهدت خلاله معارك متواصلة أوقعت آلاف القتلى والجرحى، وأدت إلى نزوح أكثر من نصف مليون شخص نحو مدن وبلدات مجاورة.
ويأتي هذا التصعيد ضمن الحرب الدامية المستمرة في السودان منذ منتصف أبريل/نيسان 2023 بين الجيش والدعم السريع، والتي أسفرت حتى الآن عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح ما يزيد على 15 مليونًا، بحسب بيانات الأمم المتحدة.