تحذيرات من تصعيد إسرائيلي – أمريكي بعد تصريحات باراك بشأن نزع سلاح حزب الله

عقب انتقاد مسؤولين لبنانيين تصريحات المبعوث الأمريكي توماس باراك حول ملف نزع سلاح “حزب الله”، حذر خبراء من أن الموقف يعكس اتجاهاً تصعيدياً إسرائيلياً – أمريكياً مشتركاً، قد يفتح الباب أمام حرب واسعة على الجبهة اللبنانية.
ردود لبنانية قوية
ردّ رئيس مجلس النواب نبيه بري على تصريحات باراك، واصفاً إياها بـ”التحريض”، ومؤكداً أن الجيش اللبناني ليس حرس حدود لإسرائيل وسلاحه سلاح لحماية السلم الأهلي.
أما رئيس الحكومة نواف سلام فقد أبدى استغرابه من تصريحات باراك التي شككت في جدية الحكومة ودور الجيش، مؤكداً التزام الدولة ببسط سلطتها دون تفريط بالسيادة، وتنفيذ بيانها الوزاري ولا سيما ما يتعلق بالإصلاحات وحصر السلاح بيدها.
خطة الجيش وحزب الله
وأشار سلام إلى ثقته بالجيش اللبناني في حماية السيادة وتنفيذ مهامه، داعياً المجتمع الدولي إلى تعزيز دعمه للجيش والضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها والانسحاب من الأراضي المحتلة.
وفي أغسطس/آب 2025، كانت الحكومة اللبنانية قد قررت حصر السلاح بما فيه سلاح حزب الله بيد الدولة، وتكليف الجيش بوضع خطة لتنفيذه قبل نهاية العام، إلا أن القرار قوبل باعتراض من “حزب الله” و”حركة أمل”.
وأكد الأمين العام للحزب نعيم قاسم أن التخلي عن السلاح لن يتم إلا بانسحاب إسرائيل ووقف عدوانها والإفراج عن الأسرى وبدء الإعمار.
تصعيد إسرائيلي
الكاتب الصحفي والمحلل السياسي يوسف دياب رأى أن تصريحات باراك تكشف اتجاهاً تصعيدياً من إسرائيل تجاه لبنان، محذراً من تداعيات خطيرة خلال الأشهر المقبلة.
وأوضح أن نتنياهو سبق أن أعلن أن العام المقبل سيكون “عام القضاء على محور إيران”، ما يضع لبنان في دائرة الاستهداف.
وأشار دياب إلى أن الوضع في لبنان “مقلق”، خصوصاً بعد الغارات الأخيرة التي أسفرت عن مقتل عائلة لبنانية كاملة في قضاء بنت جبيل.
وبحسب وزارة الصحة اللبنانية، فقد أدت غارة إسرائيلية بمسيّرة إلى استشهاد 5 مدنيين بينهم ثلاثة أطفال وإصابة اثنين بجروح.
تهديدات أمريكية
الخبير العسكري اللبناني هشام جابر انتقد بدوره تصريحات باراك، معتبراً أنها تتضمن تهديدات مباشرة للبنان، وقال إن واشنطن “تتصرف كدولة عظمى تنسى حدود مسؤولياتها”.
وأضاف أن باراك “ينقل رسائل تهديد إسرائيلية للبنان”، وأن اتهاماته للحكومة بـ”التخاذل” مرفوضة رسمياً وشعبياً.
مخطط واسع
ورجح جابر احتمال توسع العدوان الإسرائيلي على لبنان، عبر رفع وتيرة العمليات أو حتى شن هجوم بري من الأراضي السورية باتجاه البقاع الأوسط. لكنه حذّر من أن كلفة هذا السيناريو ستكون باهظة لإسرائيل.
كما أشار إلى أن المقاومة قد تعود للانتشار جنوب الليطاني، ما قد يفتح الباب أمام تصعيد عسكري غير محسوب، وصولاً إلى إطلاق صواريخ ومسيرات من باطن الأرض.
خلفية الحرب
في أكتوبر/تشرين الأول 2023 شنت إسرائيل عدواناً على لبنان، تحول في سبتمبر 2024 إلى حرب شاملة أسفرت عن أكثر من 4 آلاف قتيل و17 ألف جريح.
ورغم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في نوفمبر 2024، فإن إسرائيل خرقت الاتفاق أكثر من 4500 مرة، ما أدى إلى سقوط 276 قتيلاً و613 جريحاً، إضافة إلى استمرار احتلالها خمس تلال لبنانية منذ الحرب الأخيرة.