الأمم المتحدة تحذر من كارثة إنسانية متفاقمة في الفاشر وكردفان وسط حصار قوات الدعم السريع

حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من أن الأوضاع في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، تتدهور بشكل خطير مع استمرار الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع منذ مايو/أيار 2024.

صور الأقمار الصناعية أظهرت أن السواتر الترابية التي تحيط بالمدينة امتدت لمسافة تفوق 68 كيلومترا، ولم يتبق سوى 3 إلى 4 كيلومترات فقط كفجوة مفتوحة، ما أدى إلى شل الحركة وإغلاق طرق الدخول والخروج.

وتظهر الصور أيضا حشودا كبيرة تحاول الفرار سيرا على الأقدام، وسط تقارير محلية عن تعرض المدنيين للعنف والنهب على الطرق غير الآمنة.

الأمم المتحدة جددت مطالبتها بتأمين ممرات إنسانية فورية وخاضعة للقانون الدولي، لضمان حماية المدنيين المحاصرين.

وفي الوقت نفسه، كشفت رابطة الأطباء السودانيين عن وفاة أكثر من 20 شخصا، بينهم أطفال ونساء حوامل، بسبب سوء التغذية في سبتمبر فقط، بينما سبق أن أعلنت شبكة أطباء السودان وفاة 239 طفلا منذ بداية العام بسبب نقص الغذاء والدواء.

وفي كردفان، لا يزال الوضع الإنساني كارثيا أيضا، إذ أدى الصراع المستمر إلى نقص حاد في الغذاء والإمدادات الأساسية والخدمات المصرفية، إلى جانب تدمير واسع للبنية التحتية.

ووفق المنظمة الدولية للهجرة، نزح أكثر من مليون شخص في المنطقة منذ اندلاع الصراع قبل عامين ونصف.

كما فاقمت الفيضانات الموسمية الأزمة في ولايات أخرى مثل الجزيرة، حيث دمرت المياه مزارع أثرت على نحو 15 ألف شخص يحتاجون إلى مأوى وغذاء وأدوية عاجلة.

الأمم المتحدة شددت على أن المساعدات الحالية غير كافية لمواجهة حجم الكارثة، مؤكدة أن المجتمع الدولي مطالب بزيادة الدعم العاجل لتوسيع نطاق العمليات المنقذة للحياة.

ومنذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل/نيسان 2023، قُتل أكثر من 20 ألف شخص بحسب تقديرات الأمم المتحدة، فيما تشير دراسات أكاديمية أمريكية إلى أن العدد قد يصل إلى 130 ألف قتيل، إضافة إلى نزوح ولجوء نحو 15 مليون شخص.