رغم أن “يوم الغفران” اليهودي أوقف مظاهر الحياة في إسرائيل بشكل شبه كامل، إلا أنه لم يوقف اقتحامات المستوطنين لباحات المسجد الأقصى، ولا الإبادة الجماعية المتواصلة في قطاع غزة، ولا حتى الهجوم على “أسطول الصمود” العالمي المتجه إلى كسر الحصار.

توقف شامل للحياة في إسرائيل

بدأ “يوم الغفران” مساء الأربعاء ويستمر حتى غروب شمس الخميس، وهو يوم صيام عند اليهود يتوجهون فيه إلى الكنس أو يلتزمون منازلهم.

وتوقفت المعابر الجوية والبرية والبحرية بشكل كامل، وتعطلت حركة الملاحة، وأغلقت المؤسسات الرسمية والخاصة والمدارس والجامعات، فيما توقفت وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية عن العمل.

كما غابت المركبات تماماً عن الشوارع، باستثناء سيارات الشرطة وعدد قليل من الدراجات الهوائية، فيما انتشرت قوات كبيرة من الشرطة وحرس الحدود في المدن والأماكن المقدسة ومواقع الترفيه.

اقتحامات للأقصى رغم القيود

ورغم حالة الشلل، أكد شهود عيان أن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى في القدس الشرقية، وأدوا طقوساً تلمودية في ساحاته، وسط حماية مشددة من الشرطة الإسرائيلية التي أغلقت الطرق المؤدية بين شطري المدينة بالحواجز الإسمنتية والحديدية.

استمرار الإبادة في غزة والهجوم على الأسطول

في قطاع غزة، واصل الجيش الإسرائيلي هجماته، حيث قُتل منذ فجر الخميس 6 فلسطينيين، بينهم طفل وامرأتان، في غارات وقصف بمناطق متفرقة، ضمن مساعيه لاحتلال مدينة غزة وتهجير سكانها.

كما شنت البحرية الإسرائيلية هجوماً على عشرات سفن “أسطول الصمود” العالمي، وصادرت بعضها واعتقلت ناشطين كانوا على متنها، بينما واصل الأسطول محاولته كسر الحصار المفروض منذ 18 عاماً.

حصار الضفة الغربية متواصل

بالتوازي، شدد الجيش الإسرائيلي الحصار على الضفة الغربية المحتلة، مانعاً الحركة بين المدن والقرى عبر عشرات الحواجز العسكرية، ما أدى إلى عزل المناطق الفلسطينية.

خلفية تاريخية: يوم الغفران وحرب 1973

يرتبط “يوم الغفران” في الذاكرة العربية والإسرائيلية بـ حرب أكتوبر 1973، التي حقق فيها الجيش المصري انتصاراً تاريخياً، بعبور قناة السويس وتحطيم خط بارليف، وهو ما شكّل منعطفاً حاسماً في الصراع العربي الإسرائيلي.