فلسطينملفات وتقارير

خطة ترامب لإنهاء حرب غزة بين الرفض والقبول: “إملاءات مقنّعة” أم “مخرج لإسرائيل”؟

تواجه الخطة الأميركية المقترحة لإنهاء الحرب المستمرة على قطاع غزة منذ عامين انتقادات واسعة من محللين وخبراء، اعتبروها إملاءات أقرب إلى منطق الإبادة منها إلى حل سياسي.

وفي حين وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخطة بأنها “إنجاز مذهل وحل لمشكلة عمرها 3 آلاف عام”، يرى الجانب الفلسطيني نفسه أمام معادلة قاسية بين القبول بما تعنيه من تنازلات والرفض بما يحمله من تداعيات كارثية.

انتقادات عربية وفلسطينية

الباحث في الشؤون الدولية حسام شاكر أكد أن ما يُطرح ليس خطة حقيقية بل “إملاءات دعائية” تُظهر موافقات عربية وإسلامية شكلية، بينما وصفها وزراء خارجية مصر وقطر وباكستان بأنها مجرد “مسودة تحتاج إلى تعديل”.

لكن محللين استبعدوا قبول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو –المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية– بأي تعديل، فيما يضغط ترامب بقوة لتمريرها.

شاكر حذّر من أن الخطة تنزع عن غزة أي صفة وطنية فلسطينية، وتضع ترامب في موقع “الرئيس الفعلي” للقطاع، إلى جانب دور تنفيذي لرئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، بينما القوات العربية والإسلامية المقترحة لن تكون قوات حفظ سلام دولية بل أداة لحماية المصالح الأمنية الإسرائيلية.

المكاسب الإسرائيلية

في المقابل، يرى الخبير بالشؤون الإسرائيلية مهند مصطفى أن الخطة تحقق لإسرائيل أهداف الحرب الأساسية: إنهاء حكم حماس، نزع سلاحها، ومنع غزة من تشكيل تهديد مستقبلي.

كما تمنح إسرائيل منطقة أمنية عازلة تشمل محور فيلادلفيا، وتحظى بتأييد نحو 60% من أنصار الحكومة.

ويعتبر مصطفى أن ترامب أنقذ إسرائيل من “مشروع التهجير والاحتلال الكامل” غير المضمون النتائج، كما وفر لنتنياهو فرصة لتجديد شرعية الحرب إذا رفضت حماس الخطة.

الخسائر الفلسطينية

أما أستاذ النزاعات الدولية إبراهيم فريحات فيرى أن الخسارة الكبرى ستلحق بالمشروع الوطني الفلسطيني ككل، إذ تلغي الخطة دور منظمة التحرير الفلسطينية المعترف بها دوليًا وتخضع جزءًا من الأراضي الفلسطينية لاحتلال عسكري بلا تفويض شرعي.

ويحذّر فريحات ومحللون آخرون من أن القبول بالخطة يعني “توقيعًا على استعمار جديد”، بينما رفضها قد يؤدي إلى “تصفية غزة نفسها”.

ويرون أن جوهر الأزمة يكمن في غياب القرار السيادي الفلسطيني والعربي، إذ تقتصر مشاركة الأطراف العربية على نزع السلاح، بينما يحتكر ترامب وبلير القرار السياسي.

غموض وضبابية

ويرى محللون أن الخطة ليست خارطة طريق واضحة، بل نصوص ضبابية تعتمد على التنفيذ والإرادة السياسية أكثر من التفاصيل، مشيرين إلى أن نتنياهو حاول شطب مصطلحي “سلطة فلسطينية” و”دولة فلسطينية”، لكنهما بقيا في النص وإن بشكل مبهم.

المصدر: الجزيرة نت

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى