ألمانيا توقف تسليم الأسلحة القابلة للاستخدام في غزة.. وبرلين ترحب بخطة ترامب وتثني على الوساطة القطرية
أعلن وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول، أن بلاده قررت وقف تسليم أي أسلحة يمكن استخدامها في العمليات العسكرية بقطاع غزة، مؤكداً أن الإجراءات التي اتخذتها برلين ضد إسرائيل “فعالة وتتجاوز بكثير ما قامت به الدول الأوروبية الأخرى”.
وفي مقابلة بثّتها وسائل إعلام ألمانية، قال فاديفول إن بلاده ترحب بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن إنهاء الحرب في غزة، معتبراً أنها “أفضل فرصة للتوصل إلى اتفاق شامل يوقف القتال ويفتح الطريق أمام تسوية دائمة”.
وأضاف الوزير أن ألمانيا لا تزال متمسكة بحل الدولتين بوصفه “السبيل الوحيد لتحقيق سلام عادل ومستدام في المنطقة”، مشدداً على أن هدف برلين هو تحقيق التهدئة وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية لسكان القطاع الذين يعيشون أوضاعاً مأساوية.
وأشار إلى أن الحكومة الألمانية تتابع “من كثب الوضع الإنساني المروّع في غزة، والموت والمعاناة اليومية التي يعيشها الآلاف”، داعياً إسرائيل إلى “تجنّب مفاقمة معاناة المدنيين خلال عملياتها العسكرية”.
قرار الامتناع عن تزويد إسرائيل بالأسلحة
وأوضح فاديفول أن قرار بلاده الامتناع عن تزويد إسرائيل بأسلحة يمكن استخدامها في غزة جاء انسجاماً مع التزامات ألمانيا بـالقانون الدولي الإنساني، وحرصها على عدم المساهمة في تفاقم الأزمة، مشيراً إلى أن هذا الموقف لا يعني تخلي برلين عن دعمها لأمن إسرائيل، بل يعكس “مسؤولية أخلاقية وإنسانية”.
موقف من قضية الرهائن والوساطة القطرية
وفيما يتعلق بالرهائن المحتجزين لدى حركة حماس، أكد الوزير ضرورة إطلاق سراح جميع الأسرى فوراً، مشيراً إلى أن بين المحتجزين مواطنين ألمان، وأن برلين تعمل “بشكل مكثف” لضمان عودتهم سالمين.
وأشاد فاديفول بالدور القطري في الوساطة بين إسرائيل وحماس، واصفاً إياه بأنه “إيجابي للغاية ورائع”، ومؤكداً أن ألمانيا ممتنة لجهود الدوحة الدبلوماسية التي ساهمت في تيسير المفاوضات وتقريب وجهات النظر. وأضاف أنه أجرى محادثات مباشرة مع نظيره القطري في الدوحة، نقل خلالها تقدير الحكومة الألمانية لموقف قطر من الأزمة.
إعادة الإعمار وخطوة نحو الاستقرار
وفي ما يخص مستقبل القطاع، شدد الوزير الألماني على أن إعادة إعمار غزة يجب أن تبدأ في أقرب وقت ممكن، معتبراً أن استعادة النشاط الإنساني والاقتصادي “خطوة أساسية نحو تحقيق الاستقرار الدائم”.
أوروبا وروسيا
وحول موقف ألمانيا داخل الاتحاد الأوروبي، أوضح فاديفول أن الإجراءات التي اتخذتها بلاده “مقيدة لكنها فعالة”، وأن برلين “أكثر حزماً من معظم العواصم الأوروبية في التعامل مع الانتهاكات الإسرائيلية”، مؤكداً أن بلاده تتحرك بـ”حذر ومسؤولية” في هذا الملف.
وفي حديثه عن التحديات الأمنية، اتهم الوزير روسيا بالوقوف وراء هجمات بطائرات مسيرة استهدفت مطارات ألمانية وأوروبية، بينها مطار ميونخ، واصفاً تلك الاعتداءات بأنها “انتهاك صريح لسيادة ألمانيا واعتداء على مواقع تابعة لحلف الناتو”.
وأكد فاديفول أن برلين، بالتنسيق مع شركائها في الحلف، مستعدة للرد على أي تصعيد روسي، مشيراً إلى أن موسكو “تتجه نحو اقتصاد حرب”، وهو ما اعتبره “مؤشراً واضحاً على نوايا عدوانية تتطلب استعداداً جماعياً من دول الناتو”.
