مفاوضات شرم الشيخ تبحث آلية تضمن انسحاب إسرائيل الكامل من غزة

قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الثلاثاء، إن مفاوضات شرم الشيخ بين الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي تبحث آلية أمنية تضمن انسحاب الجيش الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة، مؤكدًا أن مصر تعمل على ترسيخ مسار السلام العادل ووقف الحرب المستمرة في القطاع.

وجاءت تصريحات الوزير خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نائبة رئيس الوزراء ووزيرة خارجية سلوفينيا تانيا فايون في القاهرة، وفق بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية وقناة “القاهرة الإخبارية”.

آلية أمنية ومساعدات إنسانية عاجلة

وأوضح عبد العاطي أن المفاوضات الجارية في شرم الشيخ تبحث أيضًا آليات الدخول الكامل وغير المشروط للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر القنوات الأممية، مشددًا على ضرورة توفير الإغاثة الفورية للسكان المدنيين الذين يعانون من المجاعة والحصار.

وأشار إلى أن إسرائيل تواصل منذ 2 مارس/آذار الماضي إغلاق جميع المعابر المؤدية إلى غزة، ومنع دخول المواد الغذائية والطبية والمساعدات الإنسانية، ما تسبب في كارثة إنسانية ومجاعة خانقة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على الحدود.

تكريس مسار السلام وحل الدولتين

وأكد وزير الخارجية المصري أن بلاده تسعى من خلال هذه الجولة من المفاوضات إلى تكريس مسار سلام عادل وشامل يقوم على حل الدولتين والوحدة الكاملة بين الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأضاف أنه يأمل أن تنتهي جولة المفاوضات الحالية بوقف الحرب والمجاعة وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن هناك تقدمًا كبيرًا أُحرز نحو إنهاء الحرب على القطاع.

خلفية المفاوضات

وانطلقت مساء الاثنين جلسات غير مباشرة بين الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي في مدينة شرم الشيخ المصرية، لبحث تهيئة الأوضاع الميدانية ووضع آلية لتبادل الأسرى، وفق خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف إطلاق النار في غزة.

وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن حماس تحتجز 48 أسيرًا إسرائيليًا، منهم 20 على قيد الحياة، بينما تقبع في السجون الإسرائيلية نحو 11 ألفًا و100 أسير فلسطيني، يعاني كثير منهم ظروفًا قاسية تشمل التعذيب والإهمال الطبي والتجويع، وفق تقارير حقوقية.

موقف القاهرة من خطة ترامب

ورحّب عبد العاطي خلال المؤتمر بخطة ترامب المعلنة في 29 سبتمبر/أيلول الماضي، والتي تتألف من 20 بندًا تتضمن الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، ووقف إطلاق النار، ونزع سلاح حركة حماس.
وأكد الوزير المصري أن القاهرة ترى في الخطة فرصة يجب البناء عليها لإطلاق مسار سياسي جديد يؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 4 يونيو/حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

أجواء إيجابية وتفاؤل حذر

وفي وقت سابق الثلاثاء، ذكرت وسائل إعلام مصرية أن اليوم الأول من المفاوضات في شرم الشيخ اختُتم وسط أجواء إيجابية، مشيرة إلى أن الوسطاء المصريين والقطريين يبذلون جهودًا مكثفة لتقريب وجهات النظر بين الجانبين تمهيدًا للتوصل إلى اتفاق نهائي.

تأتي هذه الجهود الدبلوماسية في ظل استمرار الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي أسفرت حتى الآن عن استشهاد أكثر من 67 ألف فلسطيني وإصابة نحو 170 ألف آخرين، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى مجاعة أزهقت أرواح المئات.