العالم العربيفلسطين

عامان من الإبادة في غزة: من “طوفان الأقصى” إلى خطة ترامب الجديدة

تحل اليوم الثلاثاء الذكرى الثانية للحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، التي دخلت عامها الثالث وسط مأساة إنسانية غير مسبوقة، بعد أن خلصت لجنة التحقيق التابعة لمجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة إلى أن إسرائيل ارتكبت جرائم إبادة جماعية بحق الفلسطينيين.

وفيما يلي تسلسل زمني لأبرز الأحداث خلال أعوام 2023 و2024 و2025 التي شكّلت فصول الحرب الأطول في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

2023.. بداية “طوفان الأقصى” واتساع دائرة الحرب

في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، شنت حركة حماس عملية واسعة تحت اسم “طوفان الأقصى”، تضمنت إطلاق نحو 5 آلاف صاروخ وتسلل مقاتلين إلى مستوطنات إسرائيلية محاذية للقطاع.
العملية أدت إلى مقتل 1200 إسرائيلي وإصابة أكثر من 5400 آخرين، بينما أكدت الحركة أن الهجوم جاء ردًا على الاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية والمسجد الأقصى.

وردّ الجيش الإسرائيلي بإطلاق عملية “السيوف الحديدية” معلنًا “حالة حرب”، وأغلق جميع المعابر مع قطاع غزة، تزامنًا مع قصف مكثف استمر أسابيع.

في 8 أكتوبر، دخل حزب الله اللبناني على خط المواجهة بقصف شمالي إسرائيل، فيما أطلقت جماعة الحوثي اليمنية في 19 أكتوبر صواريخ ومسيرات باتجاه تل أبيب، واستهدفت سفنًا إسرائيلية في البحر الأحمر دعمًا لغزة.

في 13 أكتوبر، أنذرت إسرائيل سكان شمال ووسط القطاع، البالغ عددهم أكثر من 1.2 مليون فلسطيني، بإخلاء منازلهم تمهيدًا للقصف، ما تسبب في أكبر موجة نزوح منذ نكبة 1948.

وفي نهاية أكتوبر، بدأت إسرائيل هجومًا بريًا شمال غزة امتد لاحقًا إلى الوسط والجنوب، وأعلنت الأونروا في 17 نوفمبر أن 800 ألف فلسطيني باتوا على شفا المجاعة نتيجة الحصار.

وفي 29 ديسمبر 2023، رفعت جنوب إفريقيا دعوى ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية، لتنضم إليها لاحقًا 12 دولة، في خطوة وُصفت بأنها منعطف قانوني عالمي في مسار الحرب.

2024.. عام الاغتيالات الكبرى وردّ إيران الصاروخي

شهد عام 2024 تصعيدًا خطيرًا باغتيال إسرائيل عددًا من قيادات الصف الأول في حماس، أبرزهم صالح العاروري في بيروت، وإسماعيل هنية في طهران، ويحيى السنوار في رفح.
وردت إيران في 13 أبريل بهجوم صاروخي واسع على إسرائيل، هو الأول من نوعه من أراضيها، عقب استهداف تل أبيب سفارة طهران في دمشق.

في مارس، تبنى مجلس الأمن الدولي أول قرار يطالب بوقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان، لكن إسرائيل تجاهلته.
كما شنّ الجيش الإسرائيلي عمليات واسعة في رفح وخان يونس، وسيطر على محور فيلادلفيا الحدودي مع مصر في يونيو.

في مايو، استهدفت إسرائيل مخيم النصيرات وسط القطاع، ما أسفر عن 274 شهيدًا بينهم 64 طفلًا و57 امرأة، في واحدة من أعنف الهجمات منذ بدء الحرب.
وتفاقمت الأزمة الإنسانية حتى أعلنت تقارير دولية أن 95% من سكان غزة يعانون من درجات مختلفة من المجاعة.

2025.. المجاعة تفتك بغزة وعمليات “عربات جدعون”

في 19 يناير 2025، تم الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق نار مؤقت بين إسرائيل وحماس يتضمن ثلاث مراحل، لكنه انهار بعد أسابيع مع تنصل إسرائيل من التزاماتها واستئناف الحرب.
وفي مارس، أغلقت تل أبيب جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى تفاقم المجاعة في القطاع.

وفي مايو، أطلقت إسرائيل عملية عربات جدعون الأولى، تبعتها الثانية في أغسطس، بهدف احتلال كامل مدينة غزة وتهجير سكانها.
وفي 22 أغسطس، أعلنت المبادرة الدولية للأمن الغذائي تفشي المجاعة رسميًا في مدينة غزة، متوقعة امتدادها إلى باقي المناطق.

بلغ عدد ضحايا الإبادة حتى نهاية سبتمبر أكثر من 67 ألف قتيل و169 ألف جريح، معظمهم من النساء والأطفال، فضلًا عن 460 حالة وفاة بسبب الجوع، بينهم 154 طفلًا.

خطة ترامب لإنهاء الحرب

في 29 سبتمبر 2025، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطة من 20 بندًا تضمنت وقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى، ونزع سلاح حماس، وإنشاء هيئة دولية لإدارة غزة برئاسته الشخصية.
ورغم موافقة حماس على المبادرة، رفضت إسرائيل البنود التي تُلزمها بالانسحاب الكامل ووقف القصف، ما أبقى الحرب مفتوحة حتى اليوم.

جرائم موثقة وإبادة معلنة

أكد تقرير لجنة التحقيق الأممية في سبتمبر الماضي أن إسرائيل ارتكبت جرائم إبادة جماعية ممنهجة بحق الفلسطينيين، عبر القتل والتجويع والحرمان المتعمد من المساعدات.
في المقابل، لا تزال الدعوى المقدمة من جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية قيد النظر، دون صدور حكم نهائي حتى الآن.

مع دخول الحرب عامها الثالث، يبقى المشهد في غزة مأساويًا، وسط انهيار كامل للبنية التحتية، ونزوح جماعي، وصمت دولي متواصل أمام واحدة من أبشع الكوارث الإنسانية في التاريخ الحديث.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى