الجيش الإسرائيلي يهاجم “أسطول الحرية” في المياه الدولية وماليزيا تدين الاعتداء وتطالب بالإفراج عن رعاياها
أعلنت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، صباح اليوم الأربعاء، أن الجيش الإسرائيلي هاجم “أسطول الحرية” في المياه الدولية، على بعد نحو 120 ميلاً بحرياً (220 كيلومتراً) من شواطئ قطاع غزة، في حادثة جديدة تعكس تصعيداً خطيراً ضد الجهود الإنسانية الدولية الهادفة إلى كسر الحصار المفروض على القطاع منذ 18 عاماً.
وقالت اللجنة في بيان عبر منصة “إكس” إن عشر سفن كانت ضمن الأسطول الذي انطلق من جزيرة صقلية الإيطالية في 25 سبتمبر/أيلول الماضي، وعلى متنها عشرات النشطاء والبرلمانيين والأطباء والإعلاميين من مختلف دول العالم، مؤكدة أن ثلاث سفن هي “غزة صن بيردز” و”آلاء النجار” و”أنس الشريف” تعرضت لاعتراض وهجوم “غير قانوني” من البحرية الإسرائيلية عند الساعة 04:34 فجراً.
وأظهرت مشاهد نشرتها اللجنة عبر الإنترنت جنوداً إسرائيليين يصعدون إلى السفن ويعتدون على طواقمها ويحاولون تدمير كاميرات المراقبة بإطلاق النار عليها، فيما سُمع صراخ النشطاء وهم يطالبون بعدم استخدام القوة.
كما أفادت اللجنة بأن سفينة “الضمير”، التي كانت تقل 93 صحفياً وطبيباً وناشطاً، تعرضت لهجوم من مروحية عسكرية إسرائيلية أثناء توجهها لمساندة سفن الأسطول الأخرى، مشيرة إلى أن هذه السفينة كانت قد تعرضت لقصف مماثل قبالة سواحل مالطا في مايو/أيار الماضي.
من جانبها، زعمت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن العملية جاءت لإحباط “محاولة جديدة لاختراق الحصار البحري المفروض على غزة”، ووصفت الرحلة بأنها “محاولة عبثية للوصول إلى منطقة قتال”، مضيفة أن “ركاب الأسطول آمنون وتم نقلهم إلى أحد الموانئ الإسرائيلية تمهيداً لترحيلهم”.
وفي أول ردود الفعل الدولية، ندد رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم بالهجوم، معتبراً أنه “اعتداء سافر على القوانين الدولية والإنسانية”، مطالباً بـالإفراج الفوري عن النشطاء الماليزيين المشاركين في الأسطول، وداعياً المجتمع الدولي إلى التحرك “لوقف العربدة الإسرائيلية في البحر”.
ويأتي هذا الهجوم بعد أسبوع من اعتراض 42 سفينة تابعة لـ”أسطول الصمود العالمي” الذي اقترب من شواطئ غزة لمسافة 19 ميلاً بحرياً، حيث احتجز الجيش الإسرائيلي حينها مئات النشطاء من أكثر من 40 دولة، قبل أن يفرج عن معظمهم لاحقاً وسط تقارير عن تعرضهم للتعذيب وسوء المعاملة.
ويمثل “أسطول الحرية” أحدث محاولات المجتمع المدني الدولي لتحدي الحصار البحري المفروض على قطاع غزة، الذي يعيش إبادة جماعية مستمرة منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أودت بحياة أكثر من 67 ألف فلسطيني وأدت إلى إصابة أكثر من 169 ألفاً، معظمهم من النساء والأطفال، وسط كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار شبه كامل للبنية التحتية المدنية.
