فلسطينملفات وتقارير

معاريف: هزيمة إسرائيل لم تبدأ في 7 أكتوبر بل قبل 9 سنوات.. و”الانتصار القادم” مجرد وهم جديد

بعد مرور عامين على هجوم “طوفان الأقصى” الذي شنّته المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، نشرت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية تقريرًا مطولًا للمحلل العسكري آفي أشكنازي، قدّم فيه قراءة نقدية حادة لأداء إسرائيل قبل الحرب وخلالها، مؤكدًا أن “هزيمة إسرائيل أمام حماس لم تقع صباح السابع من أكتوبر، بل قبل ذلك بتسع سنوات، تحديدًا في 26 أغسطس/آب 2014، يوم انتهت حرب استمرت 50 يومًا ضد غزة”.

ويقول أشكنازي إن إسرائيل منذ ذلك اليوم بنت حول نفسها “أسطورة مضللة عن الردع والتفوق” وصدّقت روايتها الخاصة حتى لحظة الانهيار، بينما كانت حماس تعيد بناء قوتها وتتحول من تنظيم مقاوم إلى جيش متكامل.

وأضاف المحلل في مقاله المنشور في معاريف:

“حين سكتت المدافع عام 2014، كانت بذور الهزيمة تُزرع في وعي المؤسسة الإسرائيلية. فبينما كانت تل أبيب تسوّق نصرها الزائف، كانت حماس تعيد ترتيب صفوفها، تمامًا كما فعل حزب الله بعد حرب لبنان الثانية”.

وأشار إلى أن قادة حماس، وعلى رأسهم يحيى السنوار ومحمد الضيف، استوعبوا الدرس الذي تعلّمه حسن نصر الله عام 2006، وهو أن “الصمود في وجه الجيش الإسرائيلي ليس هزيمة، بل هو بحد ذاته انتصار”.

أكبر إذلال عسكري منذ قيام إسرائيل

وصف أشكنازي ما جرى في 7 أكتوبر بأنه “أكبر إذلال عسكري تتعرض له إسرائيل منذ تأسيسها”، موضحًا أن الجيش الإسرائيلي “انهار خلال الدقائق الأولى”، وأن فرقة غزة سقطت بالكامل بينما استغرق الجيش ساعات لاستيعاب حجم المفاجأة.

وأضاف:

“لم تأتِ الصدمة من جيوش دول، بل من منظمة كانت إسرائيل تستخف بها. كنا نروي لأنفسنا قصة التفوق، بينما كانت الحقيقة تُكتب بالدم في مستوطنات غلاف غزة”.

وانتقد المحلل غطرسة القيادة السياسية والعسكرية، مشيرًا إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو “واصل التقليل من شأن حماس حتى بعد الهجوم، واصفًا مقاتليها بأنهم مجرد شبان حفاة يحملون بنادق كلاشينكوف”.

وأكد أن الفشل لم يكن عسكريًا فقط، بل “فشلًا في مفهوم إدارة الدولة والمجتمع”، إذ سادت في إسرائيل قناعة خطيرة بأنها قادرة على التعايش مع الأزمات، وتحويل التهديدات إلى واقع يمكن التكيف معه.

التحذير من “7 أكتوبر جديد”

يحذر أشكنازي في مقاله من أن تجاهل الدروس سيقود إلى “7 أكتوبر جديد”، قائلاً:

“إذا لم تُجرِ إسرائيل مراجعة جذرية، فستستيقظ ذات صباح على كارثة أشد من تلك التي عاشتها في 2023”.

ويرى أن ما تحتاجه إسرائيل اليوم ليس فقط مراجعة عسكرية، بل “إعادة بناء شاملة للدولة والعقل الجمعي”، مشددًا على أن الجيش الإسرائيلي “ما زال غير مستعد لمفاجآت جديدة من أي جبهة”.

ويشبّه الكاتب حالة إسرائيل اليوم بقصة “ملابس الملك الجديدة” لهانز كريستيان أندرسن، قائلاً:

“مثلما صدّق الناس أن الملك يرتدي ثوبًا غير مرئي، صدّق الإسرائيليون أن دولتهم محصّنة من المفاجآت. لكن الحقيقة ظهرت عارية في صباح السابع من أكتوبر”.

ويختم أشكنازي مقاله المنشور في معاريف قائلاً:

“نعم، نملك أقوى الدبابات والطائرات، لكننا فقدنا أهم عناصر القوة: الوعي والمسؤولية. وإن لم نستيقظ، فإن 7 أكتوبر آخر قادم لا محالة”.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى