عودة 13 ناشطًا ليبيًا من أسطول الصمود بعد اعتقالهم في إسرائيل.. وتفاصيل صادمة عن التعذيب وسوء المعاملة

وصل إلى مطار معيتيقة الدولي في العاصمة الليبية طرابلس، مساء الأربعاء، 13 ناشطًا ليبيًا كانوا على متن السفينة “عمر المختار” التابعة لـ”أسطول الصمود العالمي”، بعد أن اعتقلتهم القوات الإسرائيلية بشكل غير قانوني أثناء محاولتهم كسر الحصار المفروض على قطاع غزة.
استقبال رسمي وشعبي حافل
وبحسب مراسل الأناضول، وصل النشطاء على متن طائرة خاصة قادمة من مطار إسطنبول التركي، برفقة الناشطة الأسكتلندية إيفون إيفري، وكان في استقبالهم وزير الشباب الليبي فتح الله الزني، والسفير الفلسطيني لدى ليبيا محمد رحّال، إلى جانب حشد كبير من المواطنين الذين رفعوا الأعلام الليبية والفلسطينية ترحيبًا بعودتهم.
قائمة النشطاء العائدين
وضمت الدفعة كلًّا من:
عمر الحاسي (رئيس الوزراء الليبي الأسبق)، نبيل السوكني، مالك حسن قطيط، حسين رمضان بركة، الصيد محمد الشريف، صلاح عبد العاطي العزومي، عبد الرزاق عبد الله الحنيش، سعد المغربي، عبد الناصر أحمد الأسطى، عبد الرحمن عاصم حامد، حمزة رافع ساسي، مصطفى أبو بكر فطيس، وكمال الشامي.
وهؤلاء يشكلون كامل الطاقم الليبي المشارك في الأسطول، وكانوا جميعًا على متن السفينة “عمر المختار” التي ضمّت أيضًا ناشطين من جنسيات مختلفة.
شهادات مؤلمة عن الانتهاكات
وفي تصريحات للأناضول، كشف المتحدث باسم السفينة نبيل السوكني عن ظروف قاسية ومعاملة غير إنسانية تعرض لها النشطاء منذ لحظة وصولهم إلى ميناء أسدود الإسرائيلي، حيث حضر وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير شخصيًا أثناء احتجازهم.
وقال السوكني:
“بدأنا منذ اللحظة الأولى نواجه معاملة لا تليق بالبشر، أحد الإخوة كان مريضًا بالسكري ورفضوا إعطاءه إبرة الأنسولين، فيما تم إلقاء أدوية مصابة بالسرطان في القمامة، وعندما طالبت بها تم الاعتداء عليها بالضرب وتمزيق قميصها”.
وأضاف:
“الظروف داخل السجن كانت قاسية، لكن رغم ذلك كنا نقاوم بثبات، حتى أن الإسرائيليين كانوا يشعرون بالخوف منا.”
وأشار السوكني إلى أن المياه المقدمة للمحتجزين كانت ملوثة وتسببت بأمراض في الجهاز الهضمي، فيما رفض النشطاء تناول الطعام احتجاجًا على الانتهاكات، قائلاً:
“لم نأكل طعامًا ملوثًا بدماء إخواننا في غزة.”
تجربة ستُوثّق في كتاب
وأعلن السوكني أنه سيصدر قريبًا كتابًا بعنوان “نحو غزة” يوثّق فيه كل تفاصيل الرحلة منذ انطلاقها من طرابلس وحتى العودة، مشيدًا بموقف الشعب والحكومة التركيين الذين استقبلوا النشطاء في إسطنبول بـ”حفاوة وأخوة صادقة”، حسب وصفه.
خلفية الحدث
وكانت السلطات الإسرائيلية قد استولت في 1 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري على 42 سفينة تابعة لـ”أسطول الصمود العالمي”، أثناء إبحارها في المياه الدولية باتجاه غزة ضمن مهمة إنسانية لكسر الحصار المستمر منذ 18 عامًا.
واعتقلت إسرائيل مئات النشطاء من مختلف دول العالم، قبل أن تبدأ بترحيلهم على دفعات، فيما أكدت منظمات حقوقية أن الاحتجاز تم في ظروف غير قانونية، ورافقه اعتداء وعنف جسدي ونفسي ممنهج.
في سياق الإبادة الجارية بغزة
ويأتي هذا التطور بينما تواصل إسرائيل بدعم أمريكي ارتكاب إبادة جماعية في قطاع غزة منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ما أسفر عن استشهاد 67 ألفًا و183 فلسطينيًا وإصابة 169 ألفًا و841 آخرين، معظمهم نساء وأطفال، إضافة إلى وفاة 460 شخصًا بسبب المجاعة ونقص الدواء، بينهم 154 طفلًا.
كما تواصل إسرائيل احتلال فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان منذ عقود، وترفض الانسحاب منها أو قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.