العالم العربيترجمات

ميدل إيست آي | مفوّضة أممية سابقة: إدارة ترامب وبلير لغزة باطلة قانونيًا وتمثل وصاية استعمارية

انتقدت المفوضة السامية السابقة لحقوق الإنسان نافي بيلاي، الأربعاء، خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ذات العشرين بندًا بشأن غزة، معتبرة أنها تنتهك القانون الدولي وتكرّس الاحتلال بدل إنهائه.

وفي مقابلة حصرية مع موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، قالت القاضية الجنوب إفريقية البالغة من العمر 84 عامًا إن الخطة تمنح الأفضلية الكاملة للرواية الإسرائيلية ومزاعمها الأمنية، وتقصي الفلسطينيين من المشاركة في إدارة المرحلة الانتقالية، ما يجعلها باطلة قانونيًا.

“الإبادة ثابتة حتى مع وقف النار”

وأكدت بيلاي، التي ترأس لجنة التحقيق الخاصة بالأمم المتحدة المعنية بالعدوان على غزة، أن استنتاج اللجنة بمسؤولية دولة الاحتلال عن جريمة الإبادة الجماعية ما زال قائمًا حتى لو تم التوصل إلى وقفٍ لإطلاق النار.

وقالت في برنامج “الخبير الشاهد” (Expert Witness):

“لقد ارتكبت دولة الاحتلال جريمة الإبادة الجماعية، وما زالت مستمرة في ارتكابها. الدعوة إلى وقف إطلاق النار لا تُلغي هذا الاستنتاج القانوني الثابت”.

انتهاك لقرارات محكمة العدل الدولية

وأضافت بيلاي أن خطة ترامب تنتهك بشكل صريح الرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية في 19 يوليو/تموز 2024، والذي أكد أن الاحتلال الإسرائيلي لغزة والضفة الغربية غير قانوني ويجب أن ينتهي دون شروط.

كما خالفت الخطة، بحسب بيلاي، قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر في سبتمبر/أيلول 2024، الذي ألزم إسرائيل بالامتثال لحكم المحكمة خلال عام واحد.

وشددت على أن استبعاد الفلسطينيين من قيادة المرحلة الانتقالية يمثل إهانة مباشرة لحقهم في تقرير المصير، مضيفة:

“جوهر المشكلة أن الفلسطينيين مستبعدون من هذه العملية، بينما يجب أن يكونوا في موقع القيادة لأنهم قادرون على حكم أنفسهم”.

لجنة أممية تؤكد الإبادة

وكانت لجنة التحقيق الأممية برئاسة بيلاي قد خلصت في تقريرها الصادر في 16 سبتمبر/أيلول 2025 إلى أن دولة الاحتلال ارتكبت أربعًا من أصل خمس جرائم محظورة بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية لعام 1948، مشيرة إلى أن قادة الاحتلال تصرفوا بنية تدمير الفلسطينيين في غزة بوصفهم جماعة بشرية.

ويُعد هذا التقرير أقوى تقييم قانوني صادر عن هيئة تابعة للأمم المتحدة حتى الآن، إذ استند إلى منهجية تحقيق مطابقة لتلك التي تعتمدها محكمة العدل الدولية، التي تنظر حاليًا في الدعوى المقدمة من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل بتهمة ارتكاب الإبادة الجماعية.

انتقادات أممية متصاعدة

وانضم 36 خبيرًا أمميًا الأسبوع الماضي إلى موجة الانتقادات الدولية الموجهة لخطة ترامب، معتبرين أنها تخفق في إنهاء الاحتلال ولا تضمن حق الفلسطينيين في تقرير المصير، وهو حق مكفول بموجب ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي الإنساني.

وتنص الخطة، التي أعلنها ترامب الأسبوع الماضي إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على تشكيل لجنة انتقالية بإشراف ترامب نفسه وتوني بلير لإدارة قطاع غزة، وهي صيغة وصفتها منظمات حقوقية بأنها “تفكير استعماري صريح” يمنح إسرائيل سيطرة أمنية واسعة تقوّض استقلال غزة وسيادة الفلسطينيين.

سيرة نافي بيلاي

وتُعد بيلاي من أبرز الشخصيات القانونية في العالم، إذ عينها نيلسون مانديلا قاضية في المحكمة الجنائية الدولية الخاصة برواندا، حيث شاركت في إصدار أول حكم بالإبادة في التاريخ، كما كانت من المؤسسين للمحكمة الجنائية الدولية وتشغل حاليًا منصب قاضية خاصة في محكمة العدل الدولية.

استمرار العدوان على غزة

ورغم الإعلان عن خطة ترامب، واصل جيش الاحتلال عملياته العسكرية ضد قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد أكثر من مئة فلسطيني خلال أيام، فيما تشير إحصاءات الأمم المتحدة إلى أن عدد الشهداء تجاوز 67 ألفًا خلال عامين، نصفهم من النساء والأطفال، مع تدمير واسع للبنية التحتية وتهجير غالبية سكان القطاع البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة.

وحذرت بيلاي في ختام حديثها من أن الخطة الأمريكية تمنح إسرائيل غطاء قانونيًا لمواصلة الإبادة والسيطرة الأمنية على غزة، مؤكدة:

“يجب أن تكون هذه الخطة فلسطينية القيادة والجوهر، فليس هناك طريق آخر، ولا يجب أن يكون هناك طريق آخر.”

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى