موجة مقاطعة أكاديمية لإسرائيل تجتاح جامعات أميركا اللاتينية: طلاب تشيلي والبرازيل في طليعة التضامن مع غزة

تشهد جامعات مرموقة في أميركا اللاتينية موجة غير مسبوقة من التحركات الطلابية المطالبة بقطع العلاقات الأكاديمية والبحثية مع إسرائيل، احتجاجا على ما وصفه الطلبة بـ”الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة منذ عامين”.
في تشيلي، احتل مئات الطلاب البيت المركزي لجامعة تشيلي، في خطوة اعتُبرت من أكبر التحركات الطلابية في البلاد منذ أكثر من عقد، تضامنا مع الشعب الفلسطيني.
وأصدر الطلاب بيانا، الثلاثاء، أعلنوا فيه أن تحركهم جاء بعد “عامين من الإبادة الجماعية في الأراضي الفلسطينية”، ونتيجة “تجاهل إدارة الجامعة لمطالب متكررة بوقف التعاون الأكاديمي مع إسرائيل”.
وطالب البيان بـ”القطع الفوري والشامل لجميع العلاقات المؤسسية مع الجامعات والمنظمات الإسرائيلية”، مشيرا إلى تورط بعض المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية في “جرائم وانتهاكات بحق الفلسطينيين”، وداعيا إلى إنهاء أي اتفاقيات مع كيانات “دعمت الإبادة الجماعية”.
وفي خطوة وُصفت بالتاريخية، صوّت طلاب جامعة بونتيفيسيا كاثوليكا دي تشيلي بأغلبية ساحقة لصالح وقف جميع العلاقات الأكاديمية مع إسرائيل، في أول توافق من نوعه بين مختلف التيارات السياسية في الجامعة.
وقالت أنطونيا لحسن، مديرة “منظمة التضامن مع فلسطين”، إن هذا القرار يمثل “لحظة فاصلة” بعد سنوات من العمل الطلابي الداعي للمقاطعة الأكاديمية.
وفي البرازيل، أنهت جامعة كامبيناس الحكومية اتفاقيتها مع معهد “التخنيون” الإسرائيلي للتكنولوجيا، بعد عام واحد فقط من توقيعها، معتبرة أن استمرار التعاون “لا يتماشى مع المبادئ الإنسانية” في ظل تدهور الوضع في غزة.
وأكد رئيس الجامعة، باولو مونتانيغر، أن القرار “لا علاقة له بجودة التخنيون الأكاديمية”، بل هو “موقف إنساني يتوافق مع سياسة البرازيل الخارجية الرافضة لانتهاكات حقوق الإنسان”.
كما علّقت الجامعة الاتحادية في فلومينينس اتفاقيتها مع جامعة “بن غوريون” الإسرائيلية بعد احتجاجات طلابية حاشدة ضمن فعالية “أسبوع فلسطين”، فيما ألغت الجامعة الاتحادية في سيرا مشاريع تعاون مماثلة سابقا للأسباب ذاتها.
ولا تقتصر هذه الموجة على أميركا اللاتينية، إذ اتخذت جامعات أوروبية كبرى مثل كلية ترينيتي دبلن وجامعة أمستردام قرارات مماثلة بتجميد التعاون مع مؤسسات إسرائيلية، في ما وصفه مراقبون بأنه تحوّل أخلاقي في مواقف الأكاديميا العالمية تجاه الصراع في غزة.
ويؤكد طلاب وأكاديميون مشاركون في هذه الحملات أن المقاطعة الأكاديمية لإسرائيل “ليست عملاً عدائياً ضد المعرفة”، بل “وقفة أخلاقية ضد تحويل الجامعات إلى أدوات تبرّر الحرب وتنتهك القيم الإنسانية”.