من الميدان إلى المفاوضات.. اجتماع باريس يفتح الطريق نحو إعمار غزة. مصر وقطر تدفعان نحو التنفيذ الكامل

طرحت مصر تصوراتها بشأن ترتيبات الأوضاع في قطاع غزة عقب التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب، في وقت شددت فيه قطر على أهمية تنفيذ اتفاق شرم الشيخ كاملًا دون تأخير، وذلك خلال الاجتماع الوزاري في باريس حول تنفيذ الخطة الأمريكية للسلام الهادفة لإنهاء الحرب في غزة
مشاركة واسعة في اجتماع باريس
انعقد الاجتماع في العاصمة الفرنسية باريس، بمشاركة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، ورئيس وزراء قطر ووزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إلى جانب حضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في جزء من الجلسة.
وشارك في الاجتماع وزراء خارجية وكبار مسؤولي دول فرنسا، إيطاليا، المملكة المتحدة، ألمانيا، إسبانيا، كندا، السعودية، الأردن، الإمارات، إندونيسيا، تركيا، الولايات المتحدة، إضافة إلى الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي كايا كالاس.
وتناول الاجتماع الترتيبات المستقبلية في قطاع غزة في ضوء التطورات الإيجابية الأخيرة التي شهدتها مفاوضات شرم الشيخ، والتي أفضت إلى التوصل لاتفاق لإنهاء الحرب، وُصفت بأنها “لحظة فارقة” في مسار الصراع.
كما شهد الاجتماع إشادة بجهود مصر وقطر وتركيا التي قادت إلى التوصل للاتفاق الأخير، بحسب بيان رسمي للخارجية المصرية.
القاهرة: خطة ترامب أساس لإنهاء الحرب
أكد الوزير المصري بدر عبد العاطي خلال الاجتماع أن خطة السلام للرئيس الأمريكي دونالد ترامب تمثل “أساسًا جيدًا لإنهاء الحرب في غزة”، معلنًا دعم القاهرة الكامل لها.
وأوضح أن مصر تتابع عن كثب تنفيذ المرحلة الأولى من الخطة، بما يشمل دخول المساعدات الإنسانية بكميات كافية، وبدء مرحلة التعافي المبكر وإعادة الإعمار، مشيرًا إلى أن مؤتمرًا دوليًا سيُعقد في القاهرة قريبًا بالتعاون مع الشركاء الدوليين لدعم إعادة إعمار القطاع.
وأشار عبد العاطي إلى أن مصر تسعى لتفعيل خطة عربية – إسلامية أُقرت في مارس/آذار الماضي من قبل جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، وتستهدف إعادة إعمار غزة دون تهجير سكانها، بميزانية تقديرية تبلغ 53 مليار دولار، على أن تُنفذ على مدى خمس سنوات.
وشدد الوزير المصري على ضرورة دعم السلطة الفلسطينية باعتبارها “الجهة الشرعية القادرة على تحمل مسؤوليات الحكم”، مؤكدًا أهمية أن تعقب نهاية الحرب عملية سياسية تمهد لاستئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لتحقيق سلام شامل ومستدام.
الدوحة: ضرورة التطبيق الكامل للاتفاق
من جانبها، أكدت وزارة الخارجية القطرية في بيان رسمي أن الاجتماع ناقش آخر تطورات الأوضاع في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، على ضوء الاتفاق الذي تم التوصل إليه في شرم الشيخ بشأن المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
ونقل البيان عن رئيس مجلس الوزراء القطري تأكيده على “ضرورة ضمان التطبيق الكامل للاتفاق” باعتباره خطوة حاسمة نحو السلام المستدام والاستقرار في المنطقة.
خلفية الاتفاق
فجر الخميس، أعلنت إسرائيل وحركة حماس التوصل إلى اتفاق على المرحلة الأولى من خطة ترامب، التي تتضمن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، بوساطة مشتركة من مصر وقطر وتركيا، وبإشراف أمريكي مباشر، عقب أربعة أيام من المفاوضات غير المباشرة في مدينة شرم الشيخ.
وتقدّر إسرائيل وجود 48 أسيرًا لديها في غزة، من بينهم 20 على قيد الحياة، بينما تحتجز أكثر من 11 ألفًا و100 أسير فلسطيني في سجونها وسط تقارير حقوقية تتحدث عن تعذيب وإهمال طبي وتجويع ممنهج.
وبدعم أمريكي، تواصل إسرائيل منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حربها على قطاع غزة، التي خلّفت حتى الآن 67,194 قتيلاً و169,890 جريحًا، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب مجاعة أودت بحياة 460 فلسطينيًا بينهم 154 طفلًا، وفق تقارير حقوقية وإنسانية موثوقة.







