حماس: لا مانع من لقاء ترامب خلال زيارته للشرق الأوسط للإشراف على تنفيذ اتفاق غزة

أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس، أسامة حمدان، أن الحركة لا تمانع من لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال زيارته المرتقبة إلى الشرق الأوسط، التي تهدف إلى متابعة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
مفاوضات شرم الشيخ تتوّج باتفاق المرحلة الأولى
قال حمدان، في مقابلة مع قناة الجزيرة القطرية، إن المفاوضات غير المباشرة بين الحركة الفلسطينية وإسرائيل في مدينة شرم الشيخ المصرية، تُوجت بالتوصل إلى اتفاق للمرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى ووقف الحرب على غزة.
وأوضح أن “الكرة الآن في ملعب الحكومة الإسرائيلية التي ينبغي أن تغتنم هذه الفرصة، بعدما فشلت خلال عامين في تحقيق أهدافها المعلنة، وهي استعادة الأسرى بالقوة وتدمير المقاومة وتهجير الفلسطينيين”.
وأشار حمدان إلى أن “العالم يستشيط غضبًا في مواجهة الإبادة التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي، وعلى حكومة تل أبيب أن تواجه العالم إن أرادت الانقلاب مجددًا على الاتفاق”.
تصويت الحكومة الإسرائيلية وتأجيلات متكررة
يأتي حديث القيادي في حماس في وقت تجتمع فيه الحكومة الإسرائيلية للتصويت على اتفاق وقف إطلاق النار، بعد أن تم تأجيل الجلسة عدة مرات خلال المساء، إذ كان من المفترض أن يجري التصويت بعد عصر الخميس.
وفجر الخميس، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن توصل إسرائيل وحركة حماس إلى اتفاق بشأن المرحلة الأولى من خطته لوقف الحرب وتبادل الأسرى.
وجاء الاتفاق بعد أربعة أيام من المفاوضات غير المباشرة في شرم الشيخ، بمشاركة وفود من تركيا ومصر وقطر، وتحت إشراف أمريكي مباشر.
تفاصيل المرحلة الأولى من الاتفاق
وفق مسودة الاتفاق التي حصلت عليها مصادر مصرية، تبدأ المرحلة الأولى بإعلان الاتفاق وتصديقه إسرائيليًا، ثم نشر قوائم الأسرى وخريطة الانسحاب.
ويعقب ذلك بدء الانسحاب الميداني من المناطق المأهولة، وتجهيز الأسرى الإسرائيليين، فيما يشهد يوم الأحد وصول ترامب إلى المنطقة للإشراف على التنفيذ وإعلان وقف الحرب رسميًا.
ومن المقرر أن تُجرى عملية تبادل الأسرى يوم الاثنين بإشراف مصر وقطر وتركيا والولايات المتحدة، مع إعادة فتح معابر غزة وبدء تدفق مئات الشاحنات الإغاثية، تمهيدًا لبدء مفاوضات المرحلة الثانية الخاصة بالانسحاب الكامل وضمان وقف دائم للحرب.
تفاصيل صفقة الأسرى والمساعدات الإنسانية
كشف حمدان أن الصفقة تشمل الإفراج عن 250 أسيرًا من أصحاب الأحكام المؤبدة والعالية، إضافة إلى 1700 أسير من أبناء قطاع غزة الذين اختطفتهم قوات الاحتلال خلال العامين الماضيين.
وأشار إلى أنه ابتداءً من يوم غد سيبدأ دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة بواقع 600 شاحنة يوميًا، تتولى توزيعها الأمم المتحدة ووكالاتها، إضافة إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
كما جرى الاتفاق على فتح خمس نقاط عبور جديدة لإيصال المساعدات إلى مختلف مناطق القطاع.
إدارة غزة في المرحلة الانتقالية
فيما يتعلق بمَن يدير غزة في المراحل اللاحقة، قال حمدان إن الحركة متمسكة بإدارة وطنية فلسطينية تضم شخصيات مستقلة وفق الخطة المصرية التي أقرّها مؤتمر القمة العربية الإسلامية في القاهرة.
وتنص الخطة على تشكيل لجنة لإدارة غزة تتولى تسيير شؤون القطاع لمدة ستة أشهر، على أن تكون اللجنة مستقلة وغير فصائلية (تكنوقراط) وتعمل تحت مظلة الحكومة الفلسطينية.
السلاح خط أحمر
وردًا على ما تردد حول موافقة حماس على تسليم سلاحها، نفى حمدان ذلك بشدة، مؤكدًا أنه “لا يوجد فلسطيني يقبل بتسليم سلاحه، بمن فيهم الذين وقّعوا اتفاقات سلام مع إسرائيل”.
وأضاف أن “ما جرى خلال العامين الماضيين من الإبادة يؤكد أن الفلسطينيين أحوج ما يكونون إلى السلاح والمقاومة”، معتبرًا أن مفتاح الحل هو إنهاء الاحتلال، لا نزع سلاح الفلسطينيين.
رفض الإدارة الدولية للقطاع
وحول الحديث عن إدارة دولية لغزة بعد الحرب، قال حمدان: “لسنا بحاجة إلى انتداب ولا لمن يعلّمنا كيف ندير شؤوننا”، مؤكدًا أن مثل هذه الأفكار “لن تخلق استقرارًا ولا سلامًا ولا أمنًا”.
وأشار إلى أن منح الاحتلال شرعية السيطرة تحت غطاء دولي لن يكون مقبولًا فلسطينيًا، خاصة مع ورود أسماء مثيرة للجدل مثل توني بلير، الذي وصفه بأنه “متورط في التحريض على شعوب آمنة وجرائم إبادة”.
خطة ترامب لحكم غزة
وبحسب خطة ترامب، يخضع قطاع غزة لحكم انتقالي مؤقت تديره لجنة فلسطينية تكنوقراطية بمشاركة خبراء دوليين تحت إشراف هيئة انتقالية جديدة تسمى مجلس السلام، يرأسها ترامب نفسه، ويشارك فيها عدد من رؤساء الدول من بينهم رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير.
حماس لا تمانع لقاء ترامب
واختتم حمدان حديثه بالتأكيد على أن حماس لا تمانع لقاء ترامب خلال زيارته المرتقبة للمنطقة، قائلًا:
“موقفنا المبدئي واضح، الطرف الوحيد الذي نرفض اللقاء به هو الاحتلال”.