مقررة أممية: حان الوقت لاستبعاد إسرائيل من المنافسات الرياضية بعد ثبوت ارتكابها إبادة جماعية

دعت المقرّرة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالحقوق الثقافية، ألكسندرا زانتاكي، إلى استبعاد إسرائيل من المنافسات الرياضية الدولية بشكل فوري، دون انتظار نتائج أي خطة سلام، وذلك بعد تأكيد لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة أن إسرائيل ارتكبت جريمة إبادة جماعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
دعوة لاستبعاد إسرائيل من المنافسات الرياضية
وشددت زانتاكي على ضرورة أن يتحمل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) مسؤوليته الأخلاقية، وأن يستبعد إسرائيل من البطولات الدولية في ضوء الجرائم المرتكبة في غزة.
وقالت: “قررنا أن نتحدث لأننا لا نستطيع أن نتصرف وكأن الأمور طبيعية، كما لا يمكن لاتحادات كرة القدم أن تتجاهل ما يحدث. نحن لا نتحدث عن انتهاكات عادية، بل عن جريمة استثنائية وغير مسبوقة”.
وأكدت أن السكوت الدولي لم يعد مقبولًا، وأن “الرياضة التي تقوم على مبدأ العدالة لا يمكن أن تبقى محايدة أمام الإبادة الجماعية”.
مقارنة بالعقوبات على روسيا
وأشارت المسؤولة الأممية إلى أن “عندما غزت روسيا أوكرانيا، تم اتخاذ قرار باستبعادها من المنافسات الرياضية خلال 4 أيام فقط، لذا يجب أن نكون منسجمين مع أنفسنا”، مضيفة: “إذا فُرضت عقوبات على روسيا، فيجب اتخاذ إجراءات مماثلة تجاه إسرائيل”.
وانتقدت زانتاكي تبرير الاتحاد الأوروبي لكرة القدم تأخره في اتخاذ موقف، بحجة انتظار خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف الحرب على غزة وتبادل الأسرى، قائلة:
“ما أقترحه على اليويفا بسيط، عليهم اتخاذ التدابير الآن، وربما بعد تحقيق السلام يمكن إعادة قبول إسرائيل في المنافسات”.
اتفاق غزة يدخل حيز التنفيذ
وفجر الخميس، أُعلن عن اتفاق بشأن غزة بعد أربعة أيام من المفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس وإسرائيل في شرم الشيخ المصرية، بمشاركة وفود من تركيا ومصر وقطر، وبإشراف أمريكي.
وصادقت الحكومة الإسرائيلية، فجر الجمعة، على الاتفاق الذي يقضي بوقف الحرب وتبادل الأسرى، ما يعني دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ فورًا بعد أكثر من عامين من الإبادة الجماعية في القطاع.
مسؤولية المؤسسات الرياضية
ودعت زانتاكي المؤسسات الرياضية إلى تحمّل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية، قائلة: “على الاتحادات الرياضية والدول التي تحتضن مقارها أن تمتنع عن التواطؤ مع انتهاكات حقوق الإنسان، فهذه جريمة استثنائية لا يمكن تجاهلها”.
وأوضحت أن هناك 41 مقرّرًا وخبيرًا مستقلاً تابعين للأمم المتحدة أكدوا وقوع جرائم جسيمة في غزة، مشيرة إلى أن “المؤسسات الرياضية عادةً لا تتحرك من تلقاء نفسها، لكننا أمام كارثة إنسانية طارئة”.
ضغوط سياسية وصمت دولي
وأشارت زانتاكي إلى أن العديد من الدول والمؤسسات تتردد في التحرك ضد إسرائيل لأن القضية “تمسّ مصالح قوى دولية كبيرة”، مؤكدة أن “هذا التردد يُضعف النظام الدولي ويقوّض مصداقية الأمم المتحدة نفسها”.
كما أكدت أنها لم تتعرض لأي ضغوط مباشرة بسبب مواقفها، لكنها لاحظت محاولات لتحويل المسألة إلى شأن سياسي، قائلة:
“هذه ليست قضية سياسية، بل قضية إنسانية بحتة تتعلق بالعدالة والكرامة الإنسانية”.
أصوات متزايدة للمقاطعة
وردًا على سؤال حول إمكانية أن تبادر الأندية أو الاتحادات الوطنية بمقاطعة المنتخبات الإسرائيلية، قالت المقررة الأممية:
“كل يوم هناك مزيد من الناس الذين يرفعون أصواتهم ضد الإبادة بغزة. نعم، يمكن للأندية أن تتحرك بمبادراتها، وإذا حدث ذلك فسيُحرج اليويفا والفيفا لأنهما سيبدوان بلا شرعية أو مصداقية”.
وأضافت: “حينها سيُنظر إلى المنظمتين كهيئات قبلت بوجود دولة ترتكب إبادة جماعية ضمن الأسرة الرياضية العالمية، دون أن تتحركا لوقف ذلك”.
تقرير أممي يدين إسرائيل بالإبادة الجماعية
وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، أصدرت لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بالأراضي الفلسطينية المحتلة تقريرها ضمن الدورة الستين لمجلس حقوق الإنسان، مؤكدة أن إسرائيل ارتكبت 4 من أصل 5 أفعال إبادة جماعية محددة في اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها.
وشملت الأفعال: القتل، وإلحاق أذى جسدي أو نفسي جسيم، وتدهور الظروف المعيشية إلى حد التدمير الجزئي أو الكلي، وفرض إجراءات تمنع الإنجاب.
ودعت اللجنة دول العالم إلى الوفاء بالتزاماتها القانونية الدولية لإنهاء الإبادة ومعاقبة المسؤولين عنها.
كارثة إنسانية في غزة
وبحسب بيانات أممية، أسفرت الحرب الإسرائيلية منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 عن استشهاد أكثر من 67 ألف فلسطيني وإصابة نحو 170 ألفًا آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء، فضلًا عن مجاعة أزهقت أرواح المئات.
وتواصل إسرائيل احتلالها للأراضي الفلسطينية والسورية واللبنانية، رافضة الانسحاب أو الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على حدود ما قبل عام 1967.




