خبير عسكري: انسحاب إسرائيل من غزة “حذر ومجزأ”.. والمرحلة المقبلة أكثر تعقيدًا

قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي بدأت تنفيذ انسحاب جزئي ومنظم من مواقعها داخل قطاع غزة نحو مناطق تموضع جديدة، موضحًا أن العملية تتطلب وقتًا بسبب مشاركة وحدات ثقيلة وآليات مدرعة في الخطوط الأمامية.

وأوضح الفلاحي أن الجيش الإسرائيلي يسحب قطاعات عسكرية رئيسية، بينها فرقة نظامية تُعد القوة الضاربة للجيش كانت متمركزة في شمال القطاع، مشيرًا إلى أن هذا الانسحاب “يحتاج وقتًا أطول من المتوقع نظرًا لتعقيد الانتشار العسكري في غزة”.

وأكدت القناة الإسرائيلية “12” أن لواء 401 انسحب بالفعل من القطاع تنفيذًا للاتفاق الذي تم التوصل إليه بشأن غزة، بينما قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إيفي دفرين، إن القوات الإسرائيلية تمركزت عند “الخط الأصفر” داخل غزة، مضيفًا أن “الجنود سيعملون على إزالة أي تهديد محتمل”.

وأشار العقيد الفلاحي إلى أن الانسحاب الحالي يختلف عن الانسحابات السابقة، إذ سمح بعودة السكان تدريجيًا إلى شمال القطاع من دون حواجز أو تفتيش، ما يشير إلى تغيير في آلية التعامل الميداني بعد سريان اتفاق وقف إطلاق النار.

وفي ما يتعلق بجدولة الانسحاب، قال الفلاحي إن المرحلة الأولى تسير بانتظام حتى الآن، مضيفًا أن “المرحلة الثانية ستكون أكثر تعقيدًا، خصوصًا ما يتعلق بملف نزع سلاح فصائل المقاومة”، متوقعًا أن استمرار الهدوء والالتزام بالاتفاق سيسمح بالانتقال إلى بقية المراحل بسلاسة.

وأضاف أن الولايات المتحدة، إلى جانب دول إقليمية كبرى، تشكل ضمانة لاستمرار وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وهو ما يعزز فرص نجاح الاتفاق.

وفي ما يخص ملف الأسرى، أوضح الفلاحي أن البحث عن جثث الأسرى الإسرائيليين سيستغرق وقتًا أطول مما هو محدد في الاتفاق، وقد يتطلب انسحابًا إضافيًا للجيش الإسرائيلي من مناطق يُعتقد أن الجثث مدفونة فيها، مشيرًا إلى أن لجنة مشتركة أميركية – إسرائيلية – قطرية – مصرية – تركية شُكلت لمعالجة هذا الملف المعقد.

وكان جيش الاحتلال أعلن أنه يواصل انسحابه التدريجي شرق قطاع غزة وفقًا لخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، متوقعًا استكمال انسحابه من مدينة غزة خلال 24 ساعة.