أردوغان يحذر من عودة “الإبادة الجماعية” في غزة ويشيد باتفاق وقف إطلاق النار بوساطة مصرية تركية قطرية
حذّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الجمعة، من أن ثمن العودة إلى أجواء الإبادة الجماعية في قطاع غزة سيكون باهظًا للغاية، مشيدًا في الوقت نفسه بالاتفاق الذي تم التوصل إليه لوقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل برعاية مصرية – تركية – قطرية وبإشراف أمريكي.
وقال أردوغان، خلال كلمة ألقاها في ولاية ريزا شمالي تركيا، إن “الخبر السار الذي وصل من مصر أمس أسعدنا جميعًا، لقد تم التوصل إلى اتفاق سلمي بين حماس والحكومة الإسرائيلية”، مضيفًا أن “الفرحة التي ارتسمت على وجوه سكان غزة كانت مشهدًا مؤثرًا بعد عامين من المعاناة”.
وأكد أن تركيا كانت من الدول التي قدمت أكبر إسهام في جهود إحلال السلام منذ اليوم الأول، موضحًا أن وقف إراقة الدماء في غزة تصدّر أجندة لقاءاته الأخيرة في نيويورك وواشنطن، وأنه أوفد رئيس جهاز المخابرات إبراهيم قالن إلى الدوحة، ووزير الخارجية هاكان فيدان إلى السعودية والإمارات لمتابعة جهود التهدئة.
وأشار أردوغان إلى أن بلاده “أجرت محادثات شاملة مع حماس وعدد من الدول الشقيقة، وعلى رأسها قطر ومصر، من أجل إحلال السلام والهدوء في غزة في أقرب وقت ممكن”، مؤكدًا أن الاتفاق الأخير “فتح الطريق نحو سلام دائم في القطاع”.
وشدد الرئيس التركي على ضرورة التطبيق الحرفي لبنود الاتفاق، مشيرًا إلى أن أنقرة ستقوم بدورها في متابعة تنفيذ المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، مضيفًا: “سنسرّع إيصال المساعدات الإنسانية من سفننا الراسية في ميناء العريش بمصر إلى غزة قبل حلول الشتاء”.
وفي لهجة تحذيرية، قال أردوغان إن “إسرائيل لديها سجل سيئ في نكث وعودها، وقد خانت اتفاقات سابقة”، مؤكدًا أن بلاده تعمل على “ضمان اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنعها من تكرار النهج نفسه”.
وأضاف: “بعد سنتين من القصف العنيف، هناك دمار هائل في غزة، وسنعمل على الوفاء بمسؤولياتنا في إعادة الإعمار وإزالة الأنقاض”.
وختم أردوغان كلمته بتوجيه تحية إلى الشعب الفلسطيني والمقاومة في غزة، قائلاً: “أحيي جميع المقاومين الذين صمدوا في وجه الظلم، وأدعو بالرحمة للشهداء والشفاء للجرحى، وسنواصل دعمنا لغزة بكل ما أوتينا من قوة”.
ويأتي تصريح الرئيس التركي عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فجر الخميس، توصل حماس وإسرائيل إلى اتفاق بشأن المرحلة الأولى من خطة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، بعد أربعة أيام من المفاوضات غير المباشرة في شرم الشيخ بمشاركة مصر وتركيا وقطر.
