كاتب إسرائيلي: نتنياهو كان العائق أمام اتفاق وقف النار.. وإسرائيل تكبدت “هزيمة سياسية واستراتيجية”

مع بدء تنفيذ المرحلة الأولى من خطة ترامب ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، تصاعدت الانتقادات في الأوساط الإسرائيلية ضد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وسط اتهامات له بأنه كان العائق الأكبر أمام التوصل إلى الاتفاق، ما تسبب في إطالة أمد الحرب ومقتل مزيد من الجنود والأسرى.
هزيمة سياسية واستراتيجية لإسرائيل
وقال الكاتب الإسرائيلي بواز غانور، في مقال نشرته صحيفة “معاريف” العبرية، إنّ إعلان توقيع اتفاق وقف الأعمال العدائية في غزة يثبت أن إسرائيل تكبدت هزيمة سياسية واستراتيجية، رغم طول القتال وكلفته البشرية والاقتصادية الباهظة.
وأوضح غانور، وهو رئيس جامعة رايخمان الإسرائيلية، أن “الحقيقة المؤلمة هي أن اتفاق ترامب كان من الممكن أن يتحقق بالكامل، وربما حتى بشروط أفضل لإسرائيل، قبل عام تقريبًا”، مضيفًا أن ذلك كان سيُنقذ أرواح الجنود والأسرى ويمنع معاناتهم.
اتفاق جاء بضغط خارجي لا عسكري
وأشار الكاتب إلى أن حركة حماس وافقت على شروط الاتفاق، ليس بسبب الضغط العسكري الإسرائيلي، بل نتيجةً للضغوط التي مارستها عليها دول مثل قطر وتركيا ومصر بقيادة الولايات المتحدة، موضحًا أنه “لولا هذا الضغط الدولي لكانت حماس واصلت القتال رغم الضربات العسكرية”.
وأضاف غانور أن إسرائيل لم تحقق أي إنجاز استراتيجي منذ أكتوبر/تشرين الأول 2024، معتبرًا أن الثمن الذي دفعته خلال عام من الحرب يفوق بكثير أي مكاسب ميدانية مزعومة.
خسائر باهظة وتراجع دولي
واستعرض الكاتب مجموعة من الخسائر الفادحة التي تكبدتها إسرائيل خلال الحرب، منها:
- سقوط أعداد كبيرة من الجنود والأسرى.
- تدهور مكانة إسرائيل الدولية واندلاع موجة غير مسبوقة من معاداة اليهود حول العالم.
- خسائر اقتصادية هائلة نتيجة استمرار العمليات العسكرية.
- تعميق الانقسام الداخلي في المجتمع الإسرائيلي.
- تضرر مسار التطبيع مع السعودية.
- ازدياد الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية.
وأضاف غانور أن هذه النتائج تمثل فشلًا ذريعًا للمفهوم الخاطئ للنصر الكامل الذي تبناه نتنياهو خلال الحرب، واصفًا إياه بأنه “لا يقل خطورة عن الفشل الاستخباراتي الذي أدى إلى أحداث السابع من أكتوبر”.
دعوة للانسحاب السريع من غزة
ورأى الكاتب أن دخول الاتفاق حيز التنفيذ وإعلان وقف إطلاق النار يجب أن يُتبعا بـ انسحاب سريع ومنضبط للقوات الإسرائيلية إلى خطوط الحدود، معتبرًا أن ذلك يصب في مصلحة إسرائيل الأمنية.
وقال غانور:
“الانسحاب السريع والمتحكم فيه من غزة سيقلل من تعرض الجيش الإسرائيلي لهجمات المقاومة، وسيمنع استمرار النزيف دون طائل”.
كما دعا صناع القرار والرأي العام الإسرائيلي إلى إدراك أن استمرار وجود الجيش داخل غزة لم يعد يخدم مصالح إسرائيل، بل قد يعرضها لمزيد من الخطر والخسارة.
تبادل الأسرى ضمن المرحلة الأولى من الاتفاق
وفي سياق متصل، أفرجت كتائب القسام، صباح اليوم، عن 20 أسيرًا إسرائيليًا من الأحياء على دفعتين، بينما بدأت سلطات الاحتلال إطلاق سراح 250 أسيرًا فلسطينيًا من أصحاب الأحكام المؤبدة، إضافة إلى 1718 أسيرًا من قطاع غزة، تم اعتقالهم عقب اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.