القناة 12 الإسرائيلية تكشف لقاءً سريًا بين مبعوثي ترامب وقيادات حماس في مصر
كشفت القناة “12” الإسرائيلية، الاثنين، عن اجتماع سري عُقد الأربعاء الماضي في مصر بين مبعوثي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعدد من قادة حركة حماس، ما ساهم في التوصل إلى الاتفاق الأخير بشأن قطاع غزة.
لقاء غير مسبوق بين واشنطن وحماس
وذكرت القناة أن هذا اللقاء يُعد غير معتاد إطلاقًا، إذ لا تجري واشنطن عادة أي اتصالات مباشرة مع حماس التي تصنفها “منظمة إرهابية”، في حين تؤكد الحركة أنها حركة مقاومة مشروعة ضد الاحتلال الإسرائيلي الذي تصنفه الأمم المتحدة بأنه “قوة قائمة بالاحتلال”.
وبحسب القناة، فإن الاجتماع جاء بعد تعثر المحادثات غير المباشرة في شرم الشيخ، ليكون اللقاء المباشر بين الجانبين اللحظة الحاسمة التي فتحت الطريق أمام إعلان الاتفاق.
ضوء أخضر من ترامب
ونقلت القناة عن مصادر إسرائيلية قولها إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منح سرًا مبعوثيه ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر الإذن بلقاء قادة حماس، إذا كان ذلك ضروريًا لإتمام الاتفاق.
وقالت:
“حين التقاهما ترامب في المكتب البيضاوي قبل مغادرتهما إلى مصر، منحَهما الإذن الخاص لعقد الاجتماع في حال تطلبت المفاوضات ذلك”.
وأضافت أن الوسطاء القطريين نقلوا مساء الأربعاء إلى ويتكوف وكوشنر وجود جمود في المحادثات، وسألوهما إن كانا مستعدين للقاء وفد حماس مباشرة، وهو ما تمت الموافقة عليه على الفور.
حضور مصري وتركي وقطري
وأوضحت القناة أن الاجتماع الذي جرى في منتجع ساحلي مصري على البحر الأحمر، حضره:
- رئيسا المخابرات المصرية والتركية،
- مسؤولون قطريون رفيعو المستوى،
- وأربعة من كبار قادة حماس، على رأسهم خليل الحية، رئيس الحركة في غزة، الذي نجا من محاولة اغتيال إسرائيلية في الدوحة قبل ثلاثة أسابيع.
تفاصيل اللقاء
وبحسب التقرير، استمر الاجتماع نحو 45 دقيقة، قال خلاله المبعوث الأمريكي ويتكوف لقادة حماس:
“الرهائن أصبحوا عبئًا عليكم أكثر من كونهم ورقة قوة… حان الوقت للمضي قدمًا في المرحلة الأولى من الاتفاق، وإعادة الناس إلى ديارهم على جانبي الحدود”.
وعندما سأل خليل الحية عما إذا كان لدى الوفد الأمريكي رسالة من ترامب، أجاب ويتكوف:
“رسالة الرئيس ترامب هي أنكم ستُعاملون بإنصاف، وسيدعم جميع النقاط العشرين لخطته للسلام، وسيضمن تنفيذها بالكامل”.
التوصل إلى اتفاق
وتابعت القناة أن قادة حماس اجتمعوا بعدها على انفراد مع الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك، قبل أن يعود رئيس المخابرات المصرية حسن رشاد مصحوبًا بنظرائه التركي والقطري، ويبلغ المبعوثين الأمريكيين بعبارة واحدة:
“بناءً على الاجتماع الذي عقدناه للتو… لدينا اتفاق”.
خلفية الاتفاق
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن الخميس الماضي عن اتفاق بين إسرائيل وحماس على المرحلة الأولى من خطته لإنهاء الحرب، عقب مفاوضات غير مباشرة في شرم الشيخ، بمشاركة تركيا ومصر وقطر، وتحت إشراف أمريكي.
ويقضي الاتفاق بـ:
- وقف كامل لإطلاق النار،
- انسحاب تدريجي للجيش الإسرائيلي من قطاع غزة،
- تبادل متزامن للأسرى بين الجانبين،
- إدخال المساعدات الإنسانية فورًا إلى القطاع،
- وبدء ترتيبات لنزع سلاح حماس تحت إشراف دولي.
تبادل الأسرى
وبموجب الاتفاق، أفرجت حماس عن 20 أسيرًا إسرائيليًا أحياء، بينما بدأت إسرائيل إطلاق سراح 250 أسيرًا فلسطينيًا محكومين بالمؤبد، إضافة إلى 1718 أسيرًا آخرين من غزة اعتقلوا بعد اندلاع الحرب في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
تمسك حماس بمطالبها
ومن المقرر أن تبدأ خلال الأيام المقبلة مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق، حيث تتمسك حماس بـ:
- إنهاء تام لحرب الإبادة في غزة،
- انسحاب كامل للجيش الإسرائيلي من القطاع،
- والاحتفاظ بسلاح المقاومة باعتباره “خطًا أحمر” في أي تسوية قادمة.
غياب التعليق الرسمي
حتى الساعة 11:50 بتوقيت غرينتش، لم تصدر أي إفادة رسمية من الأطراف المعنية بشأن تفاصيل الاجتماع السري أو نتائجه المباشرة، فيما يُتوقع أن تشهد الأيام المقبلة ردود فعل سياسية ودبلوماسية واسعة على الاختراق الأمريكي في مسار المفاوضات.
