
ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) أن وقف الحرب في غزة بضغط من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أثار تساؤلات واسعة حول مستقبل القطاع المدمر وآفاق المرحلة المقبلة من خطة السلام الأمريكية.
وقالت الهيئة في تقرير موسع إن الجيش الإسرائيلي أعلن أن حركة حماس سلّمت جميع الرهائن الأحياء المحتجزين في غزة مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، وذلك ضمن المرحلة الأولى من خطة ترامب التي دخلت حيز التنفيذ ظهر الجمعة، وترافقت مع زيادة كميات المساعدات الإنسانية الوافدة إلى القطاع خلال عطلة نهاية الأسبوع.
انسحاب تدريجي بإشراف قوة دولية
وأوضحت الـBBC أن القوات الإسرائيلية انسحبت إلى خط يُبقيها مسيطرة على نحو 53% من مساحة غزة، في إطار المرحلة الأولى من ثلاث مراحل انسحاب تدريجي، وفقًا لخطة ترامب.
وأضافت أن قوة متعددة الجنسيات قوامها نحو 200 جندي ستتولى الإشراف على وقف إطلاق النار وتنفيذه، تحت إشراف الجيش الأمريكي، دون مشاركة قوات أمريكية ميدانية على الأرض.
حكم انتقالي مؤقت وخطة إعادة إعمار
وبحسب الهيئة، فإن الخطة المؤلفة من 20 نقطة تنص على أن غزة ستكون منزوعة السلاح بالكامل، مع تدمير البنية التحتية العسكرية لحماس، وأن القطاع سيُدار مبدئيًا عبر لجنة انتقالية فلسطينية من التكنوقراط بإشراف “مجلس سلام” دولي برئاسة ترامب، يضم رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير.
كما أشارت الـBBC إلى أن الخطة تنص على تسليم إدارة غزة لاحقًا إلى السلطة الفلسطينية بعد تنفيذ الإصلاحات اللازمة، فيما لن يكون لحماس أي دور في الحكم.
وتمنح الخطة العفو لأعضاء الحركة الذين يلتزمون بالتعايش السلمي، أو ممرًا آمنًا لمغادرتهم إلى دول أخرى.
وتضيف الخطة أنه لن يُجبر أي فلسطيني على مغادرة غزة، وأن من يغادر طوعًا سيحتفظ بحق العودة، بينما ستعمل لجنة خبراء على إعداد “خطة ترامب للتنمية الاقتصادية وإعادة إعمار غزة”.
خلافات حول نزع السلاح والانسحاب الكامل
وقالت BBC إن المراحل اللاحقة من الاتفاق تواجه عدة نقاط خلافية، أبرزها:
- رفض حماس تسليم سلاحها قبل قيام دولة فلسطينية مستقلة.
- تحفّظ نتنياهو على مشاركة السلطة الفلسطينية في إدارة القطاع بعد الحرب.
- عدم وضوح الجدول الزمني للانسحاب الإسرائيلي الكامل، إذ تنص الخطة على إقامة “محيط أمني” يبقى قائمًا “حتى تصبح غزة آمنة من أي تهديد إرهابي”.
واعتبرت الـBBC أن هذه الصياغة غامضة وقد تثير خلافات جديدة خلال المفاوضات المقبلة، مشيرة إلى أن إسرائيل تريد الاحتفاظ بوجود أمني طويل الأمد داخل غزة، وهو ما ترفضه حماس.
وختمت BBC تقريرها بالقول إن اتفاق ترامب “أنهى فعليًا أطول حرب شهدتها غزة في تاريخها الحديث، لكنه فتح الباب أمام مرحلة سياسية معقدة، تتطلب توافقًا دوليًا وإقليميًا واسعًا لضمان الاستقرار ومنع انهيار الاتفاق خلال مراحله المقبلة”.