الناتو يبدأ مناورات نووية واسعة بمشاركة آلاف العسكريين في أوروبا

بدأ حلف شمال الأطلسي (الناتو)، اليوم الاثنين، مناوراته السنوية للتدريب على الدفاع النووي، في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية بين الحلف وروسيا، وما تعتبره أوروبا “تصعيدًا في الحرب الرمادية” ضدها.

وأوضح الحلف، في بيان رسمي، أن نحو ألفي عسكري من الدول الأعضاء يشاركون في مناورات “ستيدفاست نون” (Steadfast Noon)، التي تستمر أسبوعين وتركز على التدريب على استخدام الأسلحة النووية التكتيكية في حال تعرض أراضي الحلف لهجوم.

وأضاف البيان أن نحو 70 طائرة ستشارك في التدريبات، من بينها مقاتلات ألمانية قادرة على حمل القنابل النووية الأميركية المتمركزة في أوروبا. وستجري العمليات الجوية بشكل رئيسي فوق بحر الشمال، على أن تكون القاعدة الجوية الهولندية في فولكل، وقاعدتا كلاين بروجيل (بلجيكا)، ولاكينهيث (إنجلترا)، وسكريدستروب (الدانمارك) من بين المواقع المحورية في المناورات.

وأشار الحلف إلى أن ألمانيا ستشارك بثلاث طائرات “تورنيدو” مجهزة لإسقاط القنابل النووية الأميركية، إضافة إلى أربع طائرات “يوروفايتر” متعددة المهام ضمن القوات المشاركة.

خلفية: توتر متصاعد وحرب رمادية

وتأتي هذه المناورات في وقت تشهد فيه أوروبا تصعيدًا في الأنشطة الجوية غير المعروفة المصدر، إذ أفادت تقارير استخباراتية باختراق مسيّرات مجهولة لأجواء تسع دول أوروبية خلال الأسابيع الماضية.

ودفعت هذه التطورات الحلف إلى تنفيذ مناورات عسكرية شاملة قبل أيام، شملت مجالات جوية وبرية وبحرية وسيبرانية، بمشاركة مقاتلات إف-35 وتايفون.

ووصفت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين تلك الهجمات بـ”الحرب الرمادية” التي تستهدف إضعاف الردع الأوروبي وخلخلة الأمن الداخلي، معلنة خطة لبناء درع تقني أوروبي مضاد للمسيّرات بحلول عام 2030.

وفي السياق ذاته، صدّقت ألمانيا على قانون جديد يسمح للشرطة بإسقاط المسيّرات المجهولة، بينما وجهت دول أوروبية اتهامات مباشرة لروسيا بالوقوف وراء تلك الاختراقات، وهو ما تنفيه موسكو بشكل قاطع.

تحليل: رسالة ردع واضحة لموسكو

ويرى خبراء عسكريون أن مناورات “ستيدفاست نون” تحمل رسالة ردع مزدوجة، الأولى إلى روسيا بعد تحذيرات ألمانية من استعدادها للدخول في نزاع مباشر مع الناتو قبل عام 2029، والثانية إلى الداخل الأوروبي للتأكيد على جاهزية الحلف النووية ووحدة الموقف الدفاعي.

وتأتي المناورات في وقت يعيد فيه الناتو تقييم عقيدته النووية على خلفية الحرب في أوكرانيا، وتزايد الحديث عن سباق تسلح جديد في القارة الأوروبية.