ترامب: التركيز الآن على إعادة إعمار غزة وليس على حل الدولتين
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه يركز في المرحلة الحالية على إعادة إعمار قطاع غزة، بعد التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب المدمرة التي استمرت أكثر من عامين، متجنبًا التطرق بشكل مباشر إلى مسألة حل الدولتين.
وخلال كلماته الرسمية أثناء زيارته إلى إسرائيل ومدينة شرم الشيخ المصرية أمس الاثنين، لم يشر ترامب إلى فكرة إقامة دولة فلسطينية مستقلة، مكتفيًا بالدفاع عن خطته التي نالت موافقة كل من حركة حماس وإسرائيل، وحظيت بدعم دولي واسع.
وفي حديث مقتضب مع الصحفيين على متن الطائرة الرئاسية خلال عودته إلى واشنطن، تهرّب ترامب من سؤال حول موقفه من حل الدولتين، قائلاً:
“كثير من الناس يريدون حل الدولة الواحدة، والبعض الآخر يريد حل الدولتين. نحن نتحدث عن إعادة إعمار غزة، لا عن حل دولة واحدة أو دولتين”.
“فرصة لا تتكرر لعصر جديد في الشرق الأوسط”
وخلال كلمته في قمة شرم الشيخ للسلام، دعا ترامب إلى “عصر جديد من الانسجام في الشرق الأوسط”، قائلاً أمام قادة أكثر من 30 دولة:
“لدينا فرصة لمرة واحدة في العمر لتنحية الخلافات القديمة والكراهية المريرة”،
مضيفًا:
“مستقبلنا لن تحكمه معارك الأجيال الماضية”.
وفي كلمته أمام الكنيست الإسرائيلي في وقت سابق من اليوم ذاته، قال ترامب إن
“الوقت قد حان لترجمة الانتصارات ضد الإرهابيين في ساحة المعركة إلى الجائزة النهائية المتمثلة في السلام والازدهار في الشرق الأوسط بأكمله”.
كما وعد بالمساعدة في إعادة بناء قطاع غزة، داعيًا الفلسطينيين إلى
“التراجع إلى الأبد عن طريق الإرهاب والعنف”.
انتقاد دعم المجتمع الدولي لحل الدولتين
وفي خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي، وجّه ترامب انتقادًا حادًا لما وصفه بـ”الدعم الدولي المتزايد لإقامة دولة فلسطينية”، معتبرًا أن
“الاعتراف الأحادي بدولة فلسطينية يشكل مكافأة للإرهاب واستسلامًا له”.
وأضاف:
“هناك من يسعى للاعتراف بدولة فلسطينية بشكل أحادي، وكأنهم يشجعون على استمرار الصراع. ستكون المكافآت كبيرة جدًا لإرهابيي حماس على أعمالهم الوحشية”.
أولويات إعادة الإعمار تتقدّم على المسار السياسي
ويرى محللون أن تصريحات ترامب الأخيرة تعكس تحوّلًا في أولويات واشنطن من المسار السياسي إلى المسار الإنساني والاقتصادي، في محاولة لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار عبر مشاريع إعادة الإعمار وتحسين الأوضاع المعيشية في غزة، قبل الدخول في مفاوضات سياسية أوسع.
كما يعتبر مراقبون أن تجنّب ترامب الحديث عن حل الدولتين يهدف إلى عدم استفزاز حكومة نتنياهو اليمينية من جهة، واختبار تجاوب الأطراف العربية والدولية مع خطة “ما بعد الحرب” من جهة أخرى، خاصة بعد توقيع الوثيقة الشاملة في قمة شرم الشيخ يوم الاثنين.






