إعلام إسرائيلي: نزع سلاح حماس “حقل ألغام” يهدد المسار السياسي بعد وقف إطلاق النار

كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن نقاشات داخلية حادة داخل المؤسسة الأمنية والسياسية حول مستقبل سلاح حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في ظل تقديرات متزايدة بأن مطلب نزع السلاح يمثل التحدي الأكبر في المرحلة المقبلة، مع تحذيرات من انهيار أي مسار سياسي دون حلول واقعية.
وقال المسؤول السابق في جهاز الشاباك إيلان لوتان، إن “من يظن أن حماس ستلقي سلاحها واهم”، مؤكدا أن مشاهد استقبال الأسرى في غزة بحضور الآلاف كانت رسالة قوة واضحة، تعكس استمرار سيطرة الحركة ونفوذها الشعبي بعد الحرب.
وأشار لوتان إلى أن تلك المراسم لم تكن مجرد احتفالات رمزية، بل “إعلان ضمني بأن حماس خرجت من الحرب أكثر حضورًا وتأثيرًا في الشارع الفلسطيني”، ما يجعل فكرة تفكيكها أو نزع سلاحها أمراً غير واقعي في الوقت الراهن.
وفي حوار بثّته القناة 12 الإسرائيلية، تحوّل سؤال المذيعة حول إمكانية نزع سلاح حماس إلى محور نقاش موسّع بين محللين وخبراء، بينهم رئيس قسم الدراسات الفلسطينية في جامعة تل أبيب ميخائيل ميلشتين، الذي وصف الملف بأنه “أكبر حقل ألغام في المسار السياسي المقبل”.
وقال ميلشتين إن المرحلة الثانية التي تتحدث عنها الحكومة الإسرائيلية مليئة بالضبابية والمخاطر، مشيراً إلى أن حماس عبّرت بوضوح عن رفضها التخلي عن السلاح، وأن الاعتقاد بإمكانية تفكيكها “وهمٌ خطير قد يقود إلى خيبة توقعات كبيرة”.
وأوضح أن أطرافاً عربية مثل قطر ومصر تسعى إلى صيغة “حل وسط” تقوم على تجميد السلاح أو تقليص القدرات الهجومية بدلاً من نزعه بالكامل، في ضوء إدراك الجميع لصعوبة فرض استسلام كامل على الحركة.
كما لفت إلى أن تصريحات الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، التي قال فيها إن “السجون لم تفرغ بعد”، تعكس استمرار جذور التوتر، وأن ملف الأسرى سيبقى أحد محركات الصراع المقبلة.
من جهته، رأى مراسل الشؤون العسكرية في القناة 12 نير دفوري أن إسرائيل أنهت عمليًا الجانب العسكري من الحرب، وعليها الآن الانتقال إلى المسار السياسي المكمل، مؤكداً أن تجاهل هذا المسار سيؤدي إلى تكرار المأزق ذاته.
أما محللة الشؤون السياسية دفنا لئيل، فربطت النقاشات الراهنة بإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن خطة إقليمية للسلام، معتبرة أن “المرحلة الحالية هي اختبار حقيقي لقدرة إسرائيل على الاندماج في مشروع تسوية شامل برعاية أميركية”.
من جانبه، حذّر المستشار الإستراتيجي دادي سويسا من أن أمام المنطقة “فرصة تاريخية خلال ثلاث سنوات فقط لتحقيق تحولات كبيرة”، محذراً من أن أي تغيير في الإدارة الأميركية قد يبدد هذه الفرصة ويعيد الصراع إلى نقطة البداية.
وأشار سويسا إلى أن نهج ترامب “يفكر خارج الصندوق”، لكنه قد يقود — بحسب تعبيره — إلى “تسوية تاريخية أو كارثة سياسية” إذا فشلت الجهود في احتواء حماس أو فرض ترتيبات عملية بشأن سلاحها.
وختم بالقول إن القلق الإسرائيلي يتزايد من “تصاعد الخطاب الشعبي العربي الداعم للمقاومة”، محذراً من أن أي تصعيد جماهيري على الحدود قد يفجر وضعاً يصعب احتواؤه في المرحلة المقبلة.