قطر: اتفاق بين باكستان وأفغانستان على وقف فوري لإطلاق النار خلال مفاوضات الدوحة

أعلنت وزارة الخارجية القطرية، مساء السبت، أن باكستان وأفغانستان توصلتا إلى اتفاق لوقف فوري لإطلاق النار خلال جولة مفاوضات رعتها الدوحة، بهدف إنهاء التوترات المتصاعدة على الحدود بين البلدين.
وقالت الوزارة في بيان رسمي إن الطرفين اتفقا على عقد اجتماعات متابعة لضمان استدامة وقف إطلاق النار، مؤكدة أن قطر تتطلع لأن يسهم الاتفاق في خفض التوتر وتعزيز أسس السلام والاستقرار في المنطقة.
وأضاف البيان أن الدوحة “ترحب بهذه الخطوة المهمة، وتؤكد استعدادها لمواصلة جهود الوساطة بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين الشقيقين”.
مفاوضات رفيعة المستوى
وجاء الاتفاق بعد لقاء جمع وزير الدفاع الأفغاني مولوي محمد يعقوب مجاهد – الذي وصل إلى الدوحة على رأس وفد رفيع – مع وفد باكستاني برئاسة وزير الدفاع، لبحث سبل معالجة التوتر الحدودي ووقف المواجهات المسلحة.
وقالت الخارجية الباكستانية إن محادثات الدوحة “تهدف إلى اتخاذ إجراءات فورية لإنهاء الإرهاب القادم من أفغانستان إلى باكستان”، مشددة على أن إسلام آباد لا تسعى إلى التصعيد، لكنها تطالب كابول بمعالجة مخاوفها الأمنية واتخاذ إجراءات ضد الجماعات المسلحة، مثل جبهة تحرير خيبر وطالبان باكستان وجيش تحرير بلوشستان.
تبادل للاتهامات
وخلال الأيام الأخيرة، شهدت الحدود المشتركة اشتباكات وغارات جوية متبادلة أسفرت عن عشرات القتلى والجرحى، وسط اتهامات متبادلة بين البلدين بالمسؤولية عن التصعيد.
واتهم وكيل وزارة الداخلية الأفغانية محمد نبي عمري الجيش الباكستاني بتنفيذ غارات على ولاية بكتيكا شرقي أفغانستان بأوامر من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قائلاً إن تلك التطورات تمثل “فرصة لاستعادة الأراضي التي سُلبت من أفغانستان”، في إشارة إلى خط ديورند الذي يفصل بين البلدين.
من جانبه، اتهم قائد الجيش الباكستاني عاصم منير الهند بـ”مواصلة نهج الإرهاب واستخدام جماعات في أفغانستان كمقاتلين مأجورين ضد باكستان”، داعيًا الحكومة الأفغانية إلى منع وكلائها من استخدام الأراضي الأفغانية في شن هجمات داخل بلاده.
ويُعد هذا الاتفاق الذي رعته قطر، أول خطوة عملية منذ أسابيع نحو وقف التصعيد بين البلدين الجارين، بعد أن شهدت المناطق الحدودية مواجهات هي الأعنف منذ أكثر من عام.