أخبار العالمالمغرب العربيتونس

إضراب عام يشلّ مدينة قابس شرق تونس احتجاجًا على التلوث وتدهور البيئة

شهدت مدينة قابس شرقي تونس، الثلاثاء، استجابة واسعة لنداء الإضراب العام الذي دعا إليه الاتحاد العام التونسي للشغل، احتجاجًا على التلوث وتدهور الوضع البيئي في المدينة الصناعية الساحلية.

وقال الناشط بالمجتمع المدني أيمن الذيب إن “كل المحلات التجارية والأسواق والمؤسسات التربوية والإدارات الحكومية مغلقة بالكامل”، مؤكدًا أن “الإضراب مطلب شعبي وشعاره الوحيد هو تفكيك وحدات الإنتاج الكيميائية”.

احتجاجات متصاعدة ضد التلوث الصناعي

تأتي هذه التحركات بعد احتجاجات متواصلة لأهالي قابس خلال الأيام الأخيرة، للمطالبة بـوقف الانبعاثات الغازية والملوثات الصادرة عن مصانع المواد الكيماوية والأسمدة التابعة للمجمع الكيميائي بالمدينة، وسط تحذيرات من تدهور بيئي وصحي خطير.

وأوضح الذيب أن المواطنين لم يعودوا يطالبون سوى بحقهم في بيئة سليمة، مشيرًا إلى أن “الإنسان تضرر، والبحر تضرر، والواحات تضررت، ولم تعد هناك حلول سوى غلق الوحدات الصناعية الملوثة”.

دعوات لإغلاق المجمع الكيميائي

من جانبه، قال الناشط في حراك “أوقفوا التلوث” صابر عمّار إن “الإضراب ناجح بنسبة 100%، والأهالي تجندوا لإنجاحه والجميع يشعر بحجم الكارثة”.

وأضاف أن الإجراءات التي أعلنتها الحكومة ليست جديدة، بل “وردت سابقًا في تقرير رسمي نُشر في يوليو الماضي”، ولا تستجيب لمطالب الأهالي الذين يطالبون بـغلق فوري لوحدات المجمع الكيميائي.

وأشار عمّار إلى أن معمل المجمع الكيميائي التونسي في قابس تجاوز عمره الافتراضي وأصبح يشكل خطرًا على السكان، مؤكدًا أن “حالات الاختناق المسجلة مؤخرًا دليل على غياب الصيانة وضعف الموارد البشرية في وحداته”.

وكانت المدينة قد شهدت في 27 سبتمبر الماضي تسجيل 35 حالة اختناق في مدرسة ابتدائية بمنطقة القناينة – شط السلام، وفق ما أعلنته الحماية المدنية حينها.

الحكومة تتعهد بإجراءات عاجلة

من جهته، وعد وزير التجهيز والإسكان التونسي صلاح الزواري خلال جلسة برلمانية الاثنين باتخاذ إجراءات عاجلة واستثنائية للحد من التلوث الصادر عن وحدات المجمع الكيميائي، تشمل استكمال مشاريع بيئية بتكلفة 200 مليون دينار (نحو 66.6 مليون دولار) للتحكم في انبعاثات الغازات وتحسين الوضع البيئي العام في المدينة.

مشاركة طلابية واسعة

وشهدت الجامعات أيضًا استجابة كبيرة للإضراب، حيث قالت الطالبة نور حمزة، عضو الاتحاد العام التونسي للطلبة بجامعة قابس، إن “الدروس توقفت اليوم في كامل الأجزاء الجامعية”، مؤكدة أن “اتحاد الطلبة دعا لإنجاح الإضراب العام والمشاركة في التحركات الميدانية”.

خلفية

يُذكر أن المجمع الكيميائي التونسي في قابس شُيّد عام 1972 في منطقة شاطئ السلام التي يسكنها نحو 18 ألف نسمة، وتبعد حوالي 4 كيلومترات عن وسط المدينة، ويُعد من أقدم المجمعات الصناعية في البلاد، لكنه بات اليوم محور احتجاجات مستمرة بسبب ما يصفه السكان بـ”التلوث القاتل”.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى