حماس: تحقيق “ما خفي أعظم” كشف هوية مرتكبي جريمة قتل الطفلة هند رجب وفضح فظائع الاحتلال في غزة

أكد علي بركة، رئيس دائرة العلاقات الوطنية في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالخارج، الثلاثاء، أن ما تضمّنه تحقيق برنامج “ما خفي أعظم” الذي بثّته قناة الجزيرة من معلوماتٍ موثقة حول الضباط والجنود الإسرائيليين المتورطين في جريمة قتل الطفلة هند رجب وعائلتها، “يكشف حجم الفظائع التي ارتكبها جيش الاحتلال بحق الأبرياء العزّل في قطاع غزة”.
جرائم موثقة بأوامر قيادات الاحتلال
وشدّد بركة على أن التحقيق أظهر بوضوح طبيعة الجرائم الوحشية التي نفّذت بتعليمات مباشرة من قادة الكيان الإسرائيلي، في إطار سياسة ممنهجة للإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد المدنيين الفلسطينيين.
وقال:
“هذه الجريمة البشعة تُعدّ نموذجًا صارخًا لما تعرّض له المدنيون الفلسطينيون خلال العدوان على غزة، ما يستوجب تحركًا عاجلًا من الدول والمنظمات الحقوقية والإنسانية لجلب مرتكبي هذه الجرائم إلى العدالة ومحاسبتهم على انتهاكاتهم الجسيمة للقانون الدولي الإنساني.”
دعوات لمحاسبة المجرمين أمام القضاء الدولي
ودعا بركة الدول التي يحمل بعض جنود الاحتلال المتورطين جنسياتها إلى تحمّل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية في توقيفهم ومحاسبتهم، كما طالب المنظمات الحقوقية والمؤسسات القانونية الدولية بالتحرك العاجل لرفع دعاوى جنائية أمام المحاكم الوطنية والدولية ضد مرتكبي الجرائم.
كما طالب محكمتي العدل والجنائية الدوليتين بـ”التحرك الجاد والفوري لمحاسبة قادة الاحتلال على الجرائم المروّعة التي ارتكبوها بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة”.
تفاصيل الجريمة كما كشفها التحقيق
وكان برنامج “ما خفي أعظم” الذي بُث مساء الاثنين، قد كشف للمرة الأولى هوية عددٍ من الضباط والجنود الإسرائيليين بالأسماء والصور ممن تورطوا في قتل الطفلة هند رجب (6 سنوات)، وستة من أفراد عائلتها، إضافة إلى مسعفين اثنين في حي تل الهوا بمدينة غزة بتاريخ 29 يناير/ كانون الثاني 2024.
وأظهر التحقيق، عبر صور أقمار صناعية وتحليلات جغرافية وصوتية وشهادات ميدانية، أن العائلة كانت تستقل سيارة مدنية حين أطلقت دبابة إسرائيلية النار عليهم من مسافة قريبة، ما أدى إلى استشهادهم جميعًا بعد ساعات من نداءات استغاثة مؤثرة أطلقتها الطفلة عبر الهاتف قبل انقطاع الاتصال بها.
وحدة “إمبراطورية مصاصي الدماء” مسؤولة عن الجريمة
وبيّن التحقيق أن الوحدة المدرعة المعروفة باسم “إمبراطورية مصاصي الدماء” (Vampire Empire) التابعة لـالكتيبة 52 في اللواء 401 بجيش الاحتلال الإسرائيلي هي المسؤولة المباشرة عن تنفيذ الجريمة، مشيرًا إلى أن إطلاق النار تم من جهة واحدة دون أي اشتباك في المنطقة.
وكشف التقرير أن الجنود أطلقوا نحو 335 رصاصة باتجاه سيارة العائلة، ما اعتبره خبراء عسكريون وقانونيون استضافهم البرنامج “جريمة حرب مكتملة الأركان” ضد مدنيين عزّل.
مطالب بمحاسبة قادة الاحتلال
وختم بركة تصريحه بالتأكيد على أن ما وثّقه التحقيق “يؤكد الطبيعة الإجرامية للجيش الإسرائيلي”، داعيًا إلى توحيد الجهود القانونية العربية والدولية لتقديم القيادات العسكرية والسياسية الإسرائيلية إلى العدالة، ومحاسبتهم على “الجرائم الممنهجة التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني على مدى عامين من الحرب والإبادة”.