العالم العربيسوريا

مندوب سوريا بالأمم المتحدة: عودة مليون لاجئ تعكس الثقة بالحكومة الجديدة وتدشّن مرحلة ما بعد الأسد

اعتبر مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة إبراهيم علبي، الأربعاء، أن عودة أكثر من مليون لاجئ سوري إلى البلاد بعد سقوط النظام السابق تمثل “رسالة ثقة” بسياسات الحكومة الجديدة وإنجازاتها.

جاء ذلك خلال كلمة ألقاها في جلسة لمجلس الأمن الدولي حول سوريا، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية.

“سوريا اليوم حاضرة وفاعلة”

قال العلبي في كلمته:

“سوريا اليوم حاضرة وفاعلة، تنصت وتحاور وتقرر، وللمرة الأولى منذ عقود تتوفر فرصة المشاركة السياسية من خلال الانتخابات الأخيرة التي صممت لتناسب الواقع الموروث من حقبة النظام البائد”.

وأشار إلى أن الانتخابات التشريعية التي جرت في 5 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري كانت الأولى من نوعها منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر/ كانون الأول 2024.

مكافحة المخدرات والإرهاب

أكد المندوب السوري أن الحكومة الجديدة مستمرة في مكافحة آفة المخدرات التي استخدمها النظام السابق – على حد قوله – لاستهداف شعوب المنطقة، مشيرًا إلى أن سوريا أصبحت شريكًا إقليميًا فاعلًا في جهود مكافحة الإرهاب والتطرف.

ووفق تقديرات بريطانية، فإن النظام المخلوع كان مسؤولًا عن نحو 80% من الإنتاج العالمي لمخدر الكبتاغون، الذي بلغت قيمة تجارته السنوية عالميًا نحو 10 مليارات دولار، كان نصيب عائلة الأسد منها قرابة 2.4 مليار دولار سنويًا.

“عودة اللاجئين رسالة فخر”

وأوضح العلبي أن عودة اللاجئين تمثل إنجازًا وطنيًا يعكس الثقة المتزايدة في الحكومة الجديدة، قائلاً:

“أكثر من مليون لاجئ عادوا إلى سوريا، وهذه رسالة ثقة نعتز بها ولن نفرط فيها، وعلى المجتمع الدولي أن يدعم سوريا لضمان عودة مستدامة وآمنة للاجئين”.

وأشار إلى أن الرئيس السوري أحمد الشرع سبق أن توقع عودة معظم السوريين في الخارج خلال العامين المقبلين، مؤكدًا أن البلاد تعمل على توفير البيئة الملائمة لذلك.

دعوة لوقف الاعتداءات الإسرائيلية

وخلال كلمته، دعا علبي إلى وقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، واصفًا إياها بأنها “مزعزعة للاستقرار الإقليمي”.

ورغم أن الإدارة السورية الجديدة لا تمثل أي تهديد مباشر لإسرائيل، إلا أن الجيش الإسرائيلي واصل تنفيذ غارات داخل سوريا خلال الأشهر الماضية، استهدفت مواقع عسكرية وأدت إلى سقوط مدنيين وتدمير بنى تحتية.

وتحتل إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان السورية منذ عام 1967، وقد وسعت نطاق احتلالها عقب سقوط نظام الأسد أواخر 2024.

“بلسمة جرح السويداء”

تطرق العلبي أيضًا إلى الوضع في محافظة السويداء، مؤكدًا أن الحكومة تعمل على ترميم القرى وجبر الضرر ومحاسبة المتورطين في أحداث العنف التي شهدتها المحافظة خلال يوليو/ تموز الماضي.

وقال إن الحكومة منحت لجنة التحقيق الدولية وصولًا غير مقيد، كما أطلقت حملة شعبية باسم «السويداء منا وفينا» جمعت أكثر من 14 مليون دولار لدعم المتضررين.

وأضاف:

“نضع ثقتنا بأهلنا في السويداء ألا ينجروا وراء مغامرات لا أفق لها”.

مرحلة ما بعد الأسد

منذ الإطاحة بالنظام السابق في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، تعمل الإدارة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع على إعادة بناء مؤسسات الدولة وضمان الأمن والاستقرار ووحدة البلاد، في مرحلة انتقالية تعدّ الأكثر حساسية في تاريخ سوريا الحديث.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى