مجلس السيادة السوداني ينفي وجود مفاوضات مع “الدعم السريع” في واشنطن ويؤكد تمسكه بالحل الوطني

نفى مجلس السيادة الانتقالي في السودان، مساء الخميس، صحة الأنباء التي تحدثت عن عقد مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الأميركية واشنطن، مؤكداً أن تلك المزاعم “عارية تماماً من الصحة”.

وقال المجلس في بيان نُشر عبر صفحته على منصة “إكس”، إن ما تم تداوله في بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي حول مفاوضات بين الطرفين “لا أساس له من الصحة”، مشدداً على أن موقف الدولة السودانية ثابت تجاه أي حوار أو تسوية، وهو الالتزام بـ”الحل الوطني الذي يحفظ سيادة البلاد ووحدتها واستقرارها وحقوق شعبها”.

ويأتي هذا النفي بعد تقارير إعلامية تحدثت عن مفاوضات غير مباشرة بين ممثلين من الجيش والدعم السريع برعاية وزارة الخارجية الأميركية ووسطاء إقليميين، تمهيداً لاجتماع للآلية الرباعية الدولية بشأن السودان في واشنطن أواخر أكتوبر الجاري.

وكان رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، قد أكد قبل أيام استعداد الجيش للتفاوض “بما يصلح السودان وينهي الحرب بطريقة تحفظ كرامته ووحدته”، لكنه شدد على أن “لا تفاوض مع أي جهة كانت، سواء رباعية أو غيرها”، مضيفاً أن الجيش “لن يقبل بفرض أي حكومة على الشعب السوداني”.

وتضم الآلية الرباعية الدولية، التي أُعلنت في سبتمبر/أيلول الماضي بقيادة الولايات المتحدة، كلاً من السعودية والإمارات ومصر، وتهدف إلى دفع الأطراف السودانية نحو تسوية سياسية شاملة تنهي الحرب المستمرة منذ 15 أبريل/نيسان 2023.

وكانت الرباعية قد دعت في 12 سبتمبر الماضي إلى هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر لتمكين إيصال المساعدات إلى جميع المناطق، تمهيداً لوقف دائم لإطلاق النار وإطلاق عملية انتقالية نحو حكومة مدنية مستقلة خلال تسعة أشهر.

وتسببت الحرب الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع في مقتل أكثر من 20 ألف شخص وتشريد أكثر من 15 مليوناً، بحسب تقديرات أممية، بينما تشير دراسة أميركية حديثة إلى أن عدد القتلى قد تجاوز 130 ألفاً منذ اندلاع القتال.