
جدتي حبسوها !! وحبسها كان فريد من نوعه وأثار ضجة كبرى فهي لم ترتكب جريمة حتى تذهب وراء الشمس .. وكل من دخلوا السجن من بنات حواء حتى هذه اللحظة كان وراءهم مصيبة .. قتل أو نشل أو دعارة .. أما سيدتي روز اليوسف فقد دخلت السجن لأن دماغها ناشفة!
إنسانة عنيدة و تحارب الحكومة في مجلتها ، فهي أول من تم حبسها في تاريخ مصر كلها لأسباب سياسية .. وسجنها كان خير وبركة عليها لأنها زادت من شهرة المطبوعة التي تصدرها وتضاعف عدد القراء الذين يقبلون على قراءتها.
وتصف السيدة العظيمة ما جرى قائلة : جاء أحد وكلاء النيابة مع قوة من البوليس لتفتيش المجلة ، وكان هذا أمر عادي إلا أنني وجدت في طريقة المسئول عن التفتيش استفزازا كبير و مبالغة في الإرهاب ، فلم أتمالك نفسي وأصطدمت به وصاح وكيل النيابة قائلا أن في تصرفي تعديا عليه أثناء تأدية وظيفته ، وتلك تهمة خطيرة في قانون العقوبات!!
والتفت إلى أحد جنوده قائلا يا عسكري خدها في اللوري ووديها النيابة!!
وأفلتت مني أعصابي : فقلت له يظهر أنك عايز تترقى على حسابي ، فازدادت ثورة وكيل النيابة ،وهكذا وجدت نفسي متهمة بجريمة أخرى!
وتولى التحقيق رئيس النيابة “توفيق رضوان” واستغرق إستجوبه لي ساعات وعشرات الصفحات!
وأخيرا قال لي “حاحبسك”!!
وتضيف “فاطمة اليوسف” : بالطبع تملكتني الدهشة الشديدة لكنني تمالكت أعصابي وقلت له في هدوء : أتفضل أحبسني!!
وهكذا دخلت إلى سجن مصر
وإلى اللقاء غدا أن شاء الله حيث أروي على لسان “ست الكل” عليها الف رحمة تفاصيل الايام التي قضتها محبوسة !







