رئيس وزراء فلسطين يبحث مع وزير الخارجية السعودي تمكين السلطة ودعم ميزانيتها

بحث رئيس وزراء فلسطين محمد مصطفى، الثلاثاء، مع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، عدداً من الملفات الثنائية والإقليمية، من بينها تمكين السلطة الفلسطينية ودعم ميزانيتها، إلى جانب تطورات الأوضاع في غزة والضفة الغربية.

جاء اللقاء في العاصمة الرياض على هامش مشاركة رئيس الوزراء الفلسطيني في النسخة التاسعة من مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار، الذي يُعقد تحت شعار “مفتاح الازدهار” في مركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات.

مباحثات حول حل الدولتين وإعلان نيويورك

وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيانها إن الجانبين استعرضا العلاقات الثنائية وبحثا تطورات الأوضاع في قطاع غزة والضفة الغربية، مؤكدين على أهمية مواصلة الجهود الدولية لمنح الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، بما يضمن إقامة دولته المستقلة وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

كما تم خلال اللقاء استعراض مخرجات قمة حل الدولتين وإعلان نيويورك للحل السلمي، الذي تبنّته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 12 سبتمبر الماضي، ودعا إلى الاعتراف بدولة فلسطين ومنحها عضوية كاملة بالأمم المتحدة.

ويُذكر أن إعلان نيويورك جاء عقب مؤتمر حل الدولتين الذي عُقد في يوليو الماضي برئاسة السعودية وفرنسا، بمشاركة دولية واسعة.

مناقشة مبادرة ترامب وإعلان شرم الشيخ

وتناول اللقاء أيضًا مبادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإعلان شرم الشيخ، الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الجاري، والمتعلق بوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس.

وكان ترامب قد أعلن في 29 سبتمبر الماضي خطة مكوّنة من 20 بندًا، تضمنت الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، ووقف إطلاق النار، ونزع سلاح حركة حماس، ضمن إطار دولي لإعادة الاستقرار إلى قطاع غزة.

دعم التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين

كما بحث الطرفان نتائج الاجتماع التنسيقي رفيع المستوى للتحالف العالمي لتنفيذ حل الدولتين، الذي عُقد الأحد في الرياض، بمشاركة ممثلين عن السعودية والاتحاد الأوروبي ومنظمات إقليمية ودولية.

وشدّد الجانبان على ضرورة تنسيق المسارات الدبلوماسية والإنسانية والمؤسسية، وضمان استمرار التعاون الدولي لتنفيذ إعلان نيويورك، وإنهاء الاحتلال، وتجسيد دولة فلسطين المستقلة.

تمكين السلطة الفلسطينية ودعم ميزانيتها

وأكد الجانبان على أهمية تمكين السلطة الفلسطينية ودعم ميزانيتها، بما في ذلك عبر التحالف الدولي الطارئ لتمويل ميزانية السلطة الفلسطينية، لضمان استمرار عمل مؤسساتها الرسمية وتقديم الخدمات الأساسية للشعب الفلسطيني.

كما تمت الإشارة إلى الجهود المشتركة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع مناطق قطاع غزة وفقًا للمبادئ الدولية، مع ضرورة ضمان وصولها إلى المدنيين دون عوائق.

وكانت السعودية قد أعلنت في سبتمبر الماضي عن إطلاق تحالف دولي طارئ لتمويل السلطة الفلسطينية بشكل مباشر، بمشاركة عدد من الشركاء الإقليميين والدوليين.

مواقف فلسطينية داعمة للجهود السعودية

من جانبها، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” أن اللقاء شهد بحث آخر المستجدات السياسية وتنسيق المواقف المشتركة.

وأكد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى أهمية مضاعفة الجهود الدولية لتحقيق وقف مستدام للحرب في غزة، ومنع تجددها، إلى جانب إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية لتلبية الاحتياجات الطارئة للسكان المدنيين.

وثمّن مصطفى موقف السعودية الداعم للشعب الفلسطيني على كل الأصعدة، مشيرًا إلى أن التحركات الدولية التي تقودها الرياض تُشكّل فرصة حقيقية لتحقيق سلام عادل وشامل يقوم على حل الدولتين.

حصيلة عامين من العدوان على غزة

وعلى مدى العامين الماضيين، ارتكبت إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في قطاع غزة بدأت في 8 أكتوبر 2023، وأسفرت عن مقتل 68,531 فلسطينيًا وإصابة 170,402 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال.

كما أدت الحرب إلى دمار أكثر من 90% من البنى التحتية المدنية، بخسائر اقتصادية تُقدّر بنحو 70 مليار دولار، وفق التقديرات الفلسطينية والدولية.

حضور فلسطيني فاعل في مؤتمر “مبادرة مستقبل الاستثمار”

ووصل رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى إلى الرياض السبت الماضي، على رأس وفد رسمي رفيع، للمشاركة في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار الذي يستمر حتى 30 أكتوبر الجاري، بمشاركة قادة ومسؤولين وخبراء من أكثر من 90 دولة.

ويُعد المؤتمر منصة عالمية لمناقشة الفرص الاقتصادية والاستثمارية والتكنولوجية تحت شعار “مفتاح الازدهار”، ويُتوقع أن يشهد مداولات موسعة حول إعادة إعمار غزة ودور المؤسسات الدولية في دعم التنمية في الشرق الأوسط.