السودانالمغرب العربي

كارثة إنسانية في دارفور.. أكثر من 450 طفلًا فقدوا ذويهم خلال الفرار من مجازر الفاشر

كشفت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر، السبت، عن وصول أكثر من 450 طفلًا إلى مناطق آمنة دون أسرهم، بعد أن فقدوا ذويهم أثناء فرارهم من القصف والاعتداءات على المدنيين في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور غربي السودان.

مئات الأطفال بلا أسر ولا مأوى

وأوضحت التنسيقية، في بيان إغاثي، أن “هناك أطفالًا وجرحى ما زالوا في العراء بلا مأوى ولا حماية بعد خروجهم من الفاشر”، مشيرة إلى أن الأطفال الذين وصلوا إلى المناطق الآمنة “فقدوا ذويهم أثناء الفرار من الاعتداءات الوحشية على المدنيين”، دون تحديد مواقع تلك المناطق.

وأضاف البيان أن أكثر من 460 مريضًا ومصابًا وصلوا كذلك في أوضاع صحية حرجة، “ويفتقرون لأبسط مقومات العلاج والرعاية”، مؤكدًا أن “هؤلاء الأطفال والمرضى وصلوا منهكين وجائعين ومصدومين من هول ما شهدوه، بعضهم مصاب بجراح خطيرة وجميعهم بلا حماية أو سند”.

مأساة إنسانية تتفاقم

وفي 26 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، استولت قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر وارتكبت مجازر بحق المدنيين، وفقًا لمؤسسات محلية ودولية، وسط تحذيرات من أن ذلك قد يؤدي إلى تكريس تقسيم جغرافي جديد للسودان.

وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في بيان سابق إن النازحين من الفاشر قطعوا نحو 60 كيلومترًا سيرًا على الأقدام إلى منطقة طويلة “دون طعام أو ماء”، في مشهد يعكس قسوة الظروف التي يعيشها السكان الفارّون من المدينة.

تحذيرات دولية من الكارثة

وفي السياق، أعربت منظمة أطباء بلا حدود عن “خشيتها على حياة آلاف المدنيين الممنوعين من الخروج من الفاشر”، مشيرة إلى أن “الفظائع الجماعية وعمليات القتل مستمرة” بعد سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة.

وفي المقابل، أقرّ قائد “الدعم السريع” محمد حمدان دقلو (حميدتي) الأربعاء بوقوع “تجاوزات” من قواته في الفاشر، معلنًا تشكيل لجان تحقيق، دون أن يقدّم تفاصيل إضافية.

حرب مستمرة منذ أكثر من عام

ويشهد السودان منذ أبريل/ نيسان 2023 حربًا دامية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد نحو 13 مليون شخص داخل البلاد وخارجها، وفق تقديرات أممية.

وتسيطر قوات الدعم السريع حاليًا على ولايات دارفور الخمس غرب البلاد، بينما يسيطر الجيش على الولايات الثلاث عشرة المتبقية في الجنوب والشمال والشرق والوسط، بما في ذلك العاصمة الخرطوم.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى