26 مليارديرًا ينفقون ملايين الدولارات لمنع زهير ممداني من تولي منصب عمدة نيويورك.. ومليارديران فقط يدعمانه
في معركة انتخابية غير مسبوقة على رئاسة بلدية نيويورك، كشفت مجلة فوربس أن ما لا يقل عن 26 مليارديرًا أو عائلة مليارديرية أنفقوا أكثر من 22 مليون دولار خلال الأسبوع الماضي في محاولة لعرقلة صعود زهير ممداني، عضو مجلس مدينة نيويورك والمرشح الأوفر حظًا في استطلاعات الرأي، والمعروف بتوجهاته الاشتراكية الديمقراطية وانتقاداته الحادة لطبقة الأثرياء.
ورغم هذا الحشد المالي الهائل ضده، حظي ممداني بدعم استثنائي من مليارديرين اثنين فقط، في مفارقة لافتة.
إليزابيث سيمونز، ابنة ملياردير صناديق التحوط الراحل جيم سيمونز (الذي توفي عام 2024)، قدمت تبرعًا بقيمة 250 ألف دولار لصالح منظمة “نيويوركرز من أجل تكاليف أقل”، وهي الجهة المستقلة الرئيسية الداعمة لحملة ممداني.
وتبلغ ثروة عائلة سيمونز نحو 32.5 مليار دولار، وتُعرف إليزابيث بنشاطها في دعم المنظمات التقدمية المعنية بالعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان، كما تترأس مؤسسة “هايسينغ-سيمونز” التي تبرعت بأكثر من 1.3 مليار دولار منذ عام 2007 لقضايا التعليم والمناخ والعلوم.
أما الداعم الثاني فهو توم بريستون-ويرنر، المؤسس المشارك لشركة جيثب، الذي تبرع بـ 20 ألف دولار لنفس المنظمة في أبريل/نيسان الماضي. ويُقدر صافي ثروته اليوم بمليار دولار تقريبًا بعد بيع شركته إلى مايكروسوفت عام 2018.
ويشير تحليل سجلات لجنة الانتخابات الفدرالية إلى أن فيرنر وزوجته تيريزا تبرعا بما يقارب مليوني دولار في الانتخابات الفدرالية منذ عام 2019، كما وزعت مؤسستهما الخيرية 28 مليون دولار على قضايا العدالة العرقية والإغاثة من كوفيد-19.
ورغم قلة دعم المليارديرات له، فقد جذب ممداني مانحين بارزين من عالم التكنولوجيا والثقافة، من بينهم الأخوان هارون وإدريس مختار زاده، مؤسسا شركة “روكيت موني”، حيث تبرع الأول بـ 99 ألف دولار والثاني بـ 90 ألف دولار، إلى جانب نجمة هوليود جين فوندا التي تبرعت بألف دولار، والممثلة سينثيا نيكسون التي ساهمت بخمسة آلاف دولار.
ويرى محللون أن هذه المعركة المالية الضخمة تكشف عمق الانقسام الأيديولوجي في المجتمع الأميركي، بين النخبة المالية المحافظة التي تخشى من خطط ممداني لإعادة هيكلة النظام الضريبي، وبين التيار التقدمي المتنامي في نيويورك الساعي إلى تقليص نفوذ رأس المال في السياسة.
