إعصار كالمايغي يحصد أكثر من 90 قتيلاً ويخلّف دماراً واسعاً في وسط الفلبين
خلّف إعصار كالمايغي الذي ضرب وسط الفلبين أكثر من 90 قتيلاً و26 مفقوداً، في واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية التي شهدتها البلاد هذا العام، بعد أن تسببت فيضانات هائلة في محاصرة السكان فوق أسطح منازلهم وجرف عشرات السيارات والمباني في مقاطعة سيبو الأكثر تضررًا.
وقال مكتب الدفاع المدني الفلبيني، اليوم الأربعاء، إن ما لا يقل عن 49 شخصًا غرقوا في الفيضانات، بينما لقي آخرون حتفهم بسبب انهيارات أرضية وسقوط حطام المباني. كما تم تسجيل 13 مفقودًا في سيبو وحدها من أصل 26 مفقودًا في عموم البلاد.
ومن بين القتلى أيضًا ستة أشخاص من طاقم مروحية عسكرية تحطمت أثناء توجهها لتقديم مساعدات إنسانية للمناطق المنكوبة في مقاطعة أغوسان ديل سور، جنوبي البلاد.
وقالت السلطات إن من بين الضحايا أيضًا قرويًا مسنًا غرق في مقاطعة ليتي الجنوبية، بينما لقي آخرون حتفهم جراء سقوط الأشجار والحطام المتطاير بفعل الرياح العاتية.
وبحسب خبراء الأرصاد الجوية، عبر الإعصار منطقة بالاوان الغربية صباح الأربعاء متجهًا نحو بحر جنوب الصين مصحوبًا برياح بلغت سرعتها 130 كيلومترًا في الساعة، وهبّات وصلت إلى 180 كيلومترًا في الساعة.
وأوضح نائب مدير الدفاع المدني برناردو أليخاندرو أن معظم الوفيات وقعت في سيبو، التي شهدت فيضانات مفاجئة وارتفاعًا كبيرًا في منسوب الأنهار. وقبل وصول الإعصار، تم إجلاء أكثر من 387 ألف شخص إلى مناطق آمنة في شرق ووسط الفلبين.
وأوقفت السلطات العبّارات وقوارب الصيد بين الجزر، ما أدى إلى تقطّع السبل بأكثر من 3500 راكب وسائق شاحنة بضائع في نحو 100 ميناء، كما أُلغيت 186 رحلة جوية داخلية.
وقالت جمعية الصليب الأحمر الفلبيني إن فرق الإنقاذ تلقت مئات الاتصالات من مواطنين محاصرين فوق أسطح منازلهم في سيبو، مشيرة إلى أن التدخل كان محدودًا بسبب ارتفاع منسوب المياه وخطورة الوضع.
وقالت حاكمة المقاطعة باميلا باريكواترو إن الأمطار الغزيرة فاقمتها أنشطة المحاجر التي تسببت بتراكم الطمي في الأنهار، إلى جانب ضعف مشاريع السيطرة على الفيضانات. وأعلنت سيبو حالة الطوارئ والكوارث لتسريع صرف أموال الإغاثة.
وفي سياق متصل، عبرت السفيرة الأمريكية لدى الفلبين ماري كاي كارلسون عن تعازيها في ضحايا الكارثة، مؤكدة استعداد الولايات المتحدة لتقديم المساعدة.
وأعادت الفيضانات الأخيرة تسليط الضوء على فضيحة فساد مرتبطة بمشاريع مكافحة الفيضانات في البلاد، أثارت احتجاجات واسعة في الأشهر الماضية، حيث طالبت السلطات المحلية بفتح تحقيق عاجل ومحاسبة المسؤولين.
وتأتي الكارثة بينما لا تزال سيبو تتعافى من زلزال مدمر بلغت قوته 6.9 درجات في سبتمبر الماضي وأسفر عن مقتل 79 شخصًا ونزوح الآلاف.
وتُعد الفلبين من أكثر دول العالم عرضةً للكوارث الطبيعية، إذ تضربها سنويًا نحو 20 عاصفة وإعصارًا، إضافة إلى زلازل وبراكين نشطة.
وفي الوقت نفسه، استنفرت فيتنام المجاورة استعدادًا لوصول الإعصار خلال يومين، حيث أعلنت السلطات تعبئة طارئة وإجلاء آلاف السكان من المناطق الساحلية تحسبًا لأمطار غزيرة وانهيارات أرضية متوقعة.





