العالم العربي

كازاخستان تستعد لإعلان انضمامها إلى اتفاقيات “أبراهام” خلال لقاء مع ترامب في واشنطن

أفادت تقارير إعلامية عبرية بأن كازاخستان تستعد لإعلان انضمامها رسميًا إلى اتفاقيات “أبراهام”، وذلك خلال لقاء مرتقب بين الرئيس الكازاخي قاسم جومارت توكاييف والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض ، في خطوة اعتبرتها الأوساط السياسية “رمزية” تهدف إلى تعزيز علاقات كازاخستان مع واشنطن وتوسيع تعاونها الإقليمي.

خطوة رمزية لتقوية العلاقات مع واشنطن

وبحسب المعلومات المتداولة، فإن كازاخستان، التي تربطها علاقات دبلوماسية بإسرائيل منذ أكثر من ثلاثة عقود، تسعى من خلال هذه الخطوة إلى توطيد علاقاتها الاقتصادية والسياسية مع الولايات المتحدة، إضافةً إلى تأكيد التزامها بمبادئ التسامح الديني والحوار بين الثقافات، التي تعد جزءًا من سياستها الخارجية المتوازنة في آسيا الوسطى.

ولم تصدر السلطات الكازاخية حتى الآن أي تعليق رسمي على الأنباء المتداولة بشأن نيتها الانضمام إلى الاتفاقيات، بينما تُشير التقديرات إلى أن الإعلان سيصدر رسميًا خلال اللقاء في واشنطن.

اتصال مشترك بين ترامب ونتنياهو وتوكاييف

وتشير التسريبات إلى أن الرئيس توكاييف سيُجري اتصالًا هاتفيًا مشتركًا مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، للإعلان عن نية بلاده الانضمام إلى الاتفاقيات، تمهيدًا لتنظيم حفل توقيع رسمي في العاصمة الأمريكية خلال شهر ديسمبر المقبل، بحضور وفود من كازاخستان وإسرائيل ودول أخرى مرشحة للانضمام لاحقًا.

إحياء اتفاقيات أبراهام وتوسيع دائرة التطبيع

ويُعد هذا التحرك جزءًا من الجهود الأمريكية لإحياء اتفاقيات “أبراهام” التي تم توقيعها عام 2020 خلال الولاية الأولى للرئيس ترامب، حين وافقت الإمارات والبحرين والمغرب والسودان على تطبيع العلاقات مع إسرائيل في إطار تفاهمات سياسية واقتصادية شاملة.

وتأتي خطوة كازاخستان في وقت يسعى فيه فريق ترامب إلى توسيع دائرة الاتفاقيات لتشمل دولًا جديدة في العالمين العربي والإسلامي، بهدف إعادة تنشيط مسار التطبيع وتعزيز دور واشنطن في المنطقة بعد الحرب الإسرائيلية على غزة.

رمزية سياسية تتصل بوقف الحرب في غزة

ووفقًا لتقديرات دبلوماسية، فإن الإعلان المرتقب من كازاخستان يُنظر إليه على أنه خطوة رمزية تهدف إلى دعم الجهود الأمريكية لتهدئة الأوضاع في الشرق الأوسط، وربط مسار التطبيع بمساعي إنهاء الحرب في غزة واستعادة الدور الأمريكي في رعاية التفاهمات السياسية بالمنطقة.

وكان الرئيس ترامب قد أعلن في التاسع من أكتوبر الماضي عن توصل إسرائيل وحركة حماس إلى اتفاق أولي لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، جرى التوصل إليه بوساطة مصرية–تركية–قطرية، ضمن ما وصفه حينها بـ”المرحلة الأولى من خطة السلام الجديدة للشرق الأوسط”.

تفاهمات مؤجلة مع السعودية

وفي سياق متصل، يُشير مراقبون إلى أن إدارة ترامب تسعى إلى ضمّ السعودية إلى مسار التطبيع ضمن المرحلة التالية من اتفاقيات أبراهام، غير أن المملكة العربية السعودية ما تزال تربط أي خطوة رسمية نحو التطبيع بضرورة الاعتراف بقيام دولة فلسطينية مستقلة، وبدء مسار سياسي جاد يقود إلى حل الدولتين.

دلالات جيوسياسية

ويرى محللون أن انضمام كازاخستان المحتمل إلى الاتفاقيات يحمل أبعادًا جيوسياسية متعددة، فهو يعكس رغبة الدولة الواقعة في قلب آسيا الوسطى في الموازنة بين علاقاتها مع روسيا والصين من جهة، ومع الولايات المتحدة والغرب من جهة أخرى، إلى جانب تطلعها للعب دور أكثر تأثيرًا في ملفات الحوار بين الشرق والغرب.

كما يُعد هذا التطور جزءًا من التحركات الأمريكية لإعادة بناء شبكة تحالفاتها الدولية في مرحلة ما بعد الحرب في غزة، وللتأكيد على أن واشنطن ما زالت تمسك بخيوط النفوذ في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى على حد سواء.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى