شبكة أطباء السودان: آلاف المدنيين محتجزون في الفاشر وسط أوضاع إنسانية مأساوية
قالت شبكة أطباء السودان، اليوم الاثنين، إن آلاف المدنيين لا يزالون محتجزين داخل مدينة الفاشر الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع، وسط تدهور حاد في الأوضاع الإنسانية وغياب شبه كامل لمقومات الحياة الأساسية.
وأوضحت الشبكة الطبية المستقلة في بيان أن المدينة تشهد انعدامًا شبه تام للغذاء والمياه والرعاية الطبية، مؤكدة أن “آلاف المدنيين يعيشون تحت احتجاز قسري في ظروف مأساوية، دون حماية قانونية أو رقابة إنسانية”.
وأضاف البيان أن النساء والفتيات يتعرضن لانتهاكات جسيمة، بينها حالات اغتصاب واعتداءات بدنية على أيدي عناصر من الدعم السريع المنتشرة داخل المدينة، وفق شهادات ناجيات وثقتها الفرق الطبية.
وأكدت الشبكة أن ما يحدث في الفاشر “يرقى إلى جريمة إنسانية مكتملة الأركان”، محملة المجتمع الدولي والأمم المتحدة المسؤولية عن التقاعس في التدخل العاجل لحماية المدنيين وفتح ممرات آمنة لإجلاء النساء والأطفال وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة.
نزوح متواصل ومعاناة في مخيمات الإيواء
وفي السياق، أعلن مجلس تنسيق غرف طوارئ شمال دارفور، الاثنين، استقبال مخيم كساب دفعة جديدة من النازحين الفارين من الفاشر، بلغ عددهم 193 أسرة (772 شخصًا)، بينهم أطفال ونساء وكبار في السن.
وقال المجلس في بيان إن الوافدين الجدد وصلوا إلى المخيم في أوضاع إنسانية بالغة السوء بعد سيرهم لمسافات طويلة دون طعام كافٍ أو رعاية طبية، معتبرًا أن ما يجري في شمال دارفور “نداء ضمير مفتوح للعالم أجمع”.
خلفية: مجازر وانتهاكات بعد سيطرة الدعم السريع
وتأتي هذه التطورات بعد استيلاء قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر في 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وما تلاها من مجازر وانتهاكات موثقة ضد المدنيين، بحسب منظمات محلية ودولية.
وفي 29 أكتوبر، أقر قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) بوقوع “تجاوزات” من قواته داخل المدينة، مدعيًا تشكيل لجان تحقيق في الحوادث.
ووفق بيانات الأمم المتحدة، نزح منذ ذلك الحين أكثر من 88 ألف شخص من الفاشر ومحيطها إلى مناطق أكثر أمانًا في شمال دارفور.
وتسيطر قوات الدعم السريع حاليًا على جميع ولايات إقليم دارفور الخمس، باستثناء بعض الأجزاء الشمالية من شمال دارفور التي لا تزال بيد الجيش السوداني، بينما يحتفظ الأخير بالسيطرة على 13 ولاية أخرى في الجنوب والشمال والشرق والوسط، بما فيها العاصمة الخرطوم.


