البرهان يبحث مع وزير الخارجية المصري الأوضاع في السودان والتصعيد في دارفور

بحث رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان، الثلاثاء، مع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، تطورات الأوضاع في السودان في ظل التصعيد الميداني بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وذلك خلال لقائهما في مدينة بورتسودان شرقي البلاد.

رسالة دعم من الرئيس المصري

ووفق بيان صادر عن مجلس السيادة السوداني، نقل عبد العاطي إلى البرهان رسالة دعم ومؤازرة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أكد فيها وقوف مصر حكومةً وشعبًا إلى جانب السودان في مواجهة أزمته الراهنة.

وأعرب البرهان عن شكره وتقديره لمصر لوقوفها الدائم إلى جانب السودان في المحافل الإقليمية والدولية، مؤكدًا حرص القاهرة على أمن واستقرار السودان وسيادته ووحدة أراضيه.

توافق في المواقف بشأن الأمن المائي

من جانبه، قال عبد العاطي إن المواقف المصرية والسودانية متطابقة بشأن قضية الأمن المائي، باعتبارها “قضية وجودية لشعبي البلدين”، مضيفًا أنه استمع إلى شرح مفصل من البرهان حول الأوضاع الميدانية والإنسانية في السودان.

القاهرة تجدد دعمها الكامل للخرطوم

وفي بيان منفصل، أوضحت وزارة الخارجية المصرية أن لقاء عبد العاطي مع البرهان “جاء بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي”، حيث تم التأكيد على الموقف المصري الداعم للسودان قيادةً وشعبًا، انطلاقًا من الروابط التاريخية والأخوية التي تجمع البلدين الشقيقين.

وشدد الوزير المصري على تضامن مصر الكامل مع السودان ودعم استقراره وأمنه ووحدة أراضيه ومؤسساته الوطنية، وعلى رأسها القوات المسلحة السودانية.

وأدان عبد العاطي الانتهاكات والفظائع التي شهدتها مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، مؤكدًا مواصلة الجهود المصرية لتحقيق الاستقرار ووقف إطلاق النار في السودان، سواء عبر الاتصالات الثنائية أو في المحافل الإقليمية والدولية، بما في ذلك إطار الرباعية الدولية (مصر، الولايات المتحدة، السعودية، الإمارات).

تحركات دبلوماسية مكثفة

وأشار عبد العاطي إلى أن القاهرة تتواصل مع كافة الأطراف الإقليمية والدولية لتعزيز المساعي نحو تسوية شاملة للأزمة السودانية، بما يصون مقدرات الشعب ويحقق تطلعاته في الأمن والاستقرار.

وتأتي زيارة الوزير المصري إلى بورتسودان وسط تصعيد خطير في مدينة الفاشر، حيث تسيطر قوات الدعم السريع منذ 26 أكتوبر/ تشرين الأول 2025 على المدينة، وترتكب انتهاكات واسعة ضد المدنيين، بحسب تقارير محلية ودولية.

وفي 29 أكتوبر، أقر قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) بحدوث تجاوزات من عناصره في الفاشر، معلنًا تشكيل لجان تحقيق.

حرب مستمرة وتدهور إنساني

وتشهد السودان حربًا دامية منذ أبريل/ نيسان 2023 بين الجيش و”الدعم السريع”، أدت إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد نحو 13 مليون شخص، وسط تحذيرات من تفكك الدولة وتفاقم الكارثة الإنسانية.

وتسيطر “قوات الدعم السريع” حاليًا على ولايات دارفور الخمس غرب البلاد، فيما يحتفظ الجيش بسيطرته على معظم ولايات السودان الثلاث عشرة المتبقية في الشمال والشرق والجنوب والوسط، بما في ذلك العاصمة الخرطوم.