57 ألف نازح يصلون مدينة الدبة بالولاية الشمالية هربًا من هجمات “الدعم السريع

استقبلت مدينة الدبة في الولاية الشمالية نحو 57 ألف نازح قادمين من إقليمي دارفور وكردفان خلال الأيام الماضية، جراء الهجمات المتواصلة التي تشنّها قوات الدعم السريع في غرب ووسط البلاد، وما خلفته من أوضاع إنسانية قاسية دفعت عشرات الآلاف للفرار شمالًا.
معاناة قاسية خلال رحلة النزوح
قالت كوثر جعفر، مفوضة العون الإنساني بمدينة الدبة، إن النازحين وصلوا بعد رحلة شاقة اتسمت بظروف صحية ومعيشية بالغة الصعوبة، حيث عانى الكثيرون من جروح وكسور، فيما ظهرت على عدد كبير من الأطفال أعراض سوء التغذية الحاد نتيجة الظروف القاسية التي مروا بها.
وأوضحت أن معظم الوافدين فرّوا من “الانتهاكات والبطش” الذي تمارسه المليشيا المتمردة في مناطق سيطرتها، خصوصًا في شمال وغرب البلاد.
50 ألف نازح من الفاشر بعد سقوطها بيد الدعم السريع
بحسب مفوضية العون الإنساني، فإن 50 ألفًا من إجمالي عدد النازحين قدموا من مدينة الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور، بينهم 32 ألفًا وصلوا إلى الدبة مباشرة بعد سقوط المدينة في يد قوات الدعم السريع نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وسيطرت قوات الدعم السريع على الفاشر في 26 أكتوبر الماضي، وسط تقارير لمنظمات محلية ودولية تتحدث عن مجازر واسعة بحق المدنيين وتدمير أحياء كاملة، ما أثار تحذيرات من خطر ترسيخ تقسيم جغرافي للبلاد.
ورغم إقرار قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” بحدوث “تجاوزات” في المدينة، فإنه اكتفى بالحديث عن “تشكيل لجان تحقيق”.
اتساع رقعة النزوح من ولايات كردفان
بالتوازي مع أحداث دارفور، تشهد ولايات شمال وغرب وجنوب كردفان اشتباكات ضارية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع خلال الأيام الأخيرة، ما تسبب في موجات نزوح جديدة تصبّ في الاتجاه نفسه نحو شمال البلاد.
مصادر محلية تحدثت عن تحركات كثيفة للسكان من المناطق المتأثرة بالقتال، خصوصًا مع انهيار الخدمات الأساسية وصعوبة إيصال المساعدات الإنسانية.
خريطة السيطرة الحالية داخل السودان
وفق المعطيات المتداولة، تسيطر قوات الدعم السريع حاليًا على جميع ولايات دارفور الخمس باستثناء أجزاء شمالية من ولاية شمال دارفور، بينما يسيطر الجيش السوداني على معظم ولايات الجنوب والشرق والوسط والشمال، بما في ذلك العاصمة الخرطوم.
خاتمة سياقية
وتأتي موجة النزوح الجديدة في ظل اتساع رقعة الحرب الدائرة منذ أبريل/ نيسان 2023، والتي تسببت في تشريد ما يقارب 13 مليون سوداني وفق منظمات دولية، وسط تحذيرات متزايدة من كارثة إنسانية غير مسبوقة ما لم تُتخذ إجراءات عاجلة لحماية المدنيين وتأمين ممرات آمنة للمساعدات.

