المعارك تحتدم في كردفان.. الجيش يعيد تموضع قواته والدعم السريع يوسع هجماته بالطائرات المسيّرة
تشهد ولايتا شمال وجنوب كردفان واحدة من أعنف الجبهات في الحرب السودانية، حيث دخلت المعارك مرحلة متقدمة دفعت الجيش إلى تنفيذ ما وصفه بـ”الانسحابات التكتيكية” وإعادة ترتيب أولوياته العسكرية.
إعادة تموضع الجيش
الخبير العسكري حاتم كريم الفلاحي أكد أن المشهد الميداني يشهد إعادة صياغة لاستراتيجية الجيش، إذ تحولت بابنوسة والأُبَيّض إلى مناطق ذات ثقل إستراتيجي، بينما اعتُبرت مناطق مثل أم سيالة أقل أهمية، ما جعل الانسحاب منها خطوة تكتيكية تهدف لحشد القوات في جبهات أكثر تأثيراً.
وأوضح الفلاحي أن ما يحدث يشبه السيناريو السابق في الفاشر، حيث انسحب الجيش لتجميع قواته وتحصين نفوذه حول المناطق الحيوية.
وأكد مصدر عسكري للجزيرة أن الجيش يخوض معارك عنيفة مع قوات الدعم السريع في عدة مدن بشمال كردفان، وأن استعادة السيطرة على بارا باتت “وشيكة”، لما تمثله من أهمية في حماية الأُبَيّض وقطع طرق إمداد الدعم السريع.
تقدم “الدعم السريع”
على الجانب الآخر، تواصل قوات الدعم السريع استخدام الطائرات المسيّرة بكثافة لضرب مواقع الجيش ومحاولة فرض حصار على المدن الرئيسية.
ويرى الفلاحي أن هذه العمليات تحتاج إلى أعداد كبيرة من المقاتلين، وهو ما تلجأ إليه القوة عبر استقدام مرتزقة من دول أفريقية.
وبعد السيطرة على الفاشر، كثفت الدعم السريع حشودها تمهيداً لاقتحام مدن كبرى في إقليم كردفان.
النفط والتعبئة الشعبية
يشير الخبير إلى أن الجيش يركز حالياً على تأمين المنشآت النفطية قرب بابنوسة، وتعزيز دفاعاته قبل إطلاق عمليات أوسع لاستعادة المناطق التي فقدها، وهي عمليات “تحتاج وقتاً وجهداً وإمكانيات ضخمة”.
أما دعوة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان الشعبَ للتسلح، فقد وصفها الفلاحي بأنها “تعبئة عامة” تهدف لتعويض النقص البشري وتوسيع قاعدة القتال في مواجهة الدعم السريع.
خلفية الصراع
منذ اندلاع الحرب بين الجيش والدعم السريع في أبريل/نيسان 2023، يعيش السودان واحدة من أسوأ أزماته، حيث أسفرت المعارك عن:
- مقتل عشرات الآلاف
- وتشريد نحو 13 مليون شخص
في واحدة من أكبر كوارث النزوح في العالم.
وتبقى كردفان اليوم إحدى الجبهات التي قد تحدد مسار الحرب خلال الأشهر المقبلة، وسط تصاعد غير مسبوق في العمليات العسكرية من الطرفين.


